قبل ساعات من انطلاق منافسات « التبوريدة » امتلأ فضاء « المحرك » عن بكرة أبيه بالزوار والمولوعين بفن « الفانتازيا »، فالكل هنا يترقب بشغف بداية التنافس بين السربات، هذه الأخيرة تكون في أبها حللها وعلى أتم جاهزيتها منتظرة إشارة القائد للانطلاق والجري وتقديم عرض جميل ومتناسق ينتهي بإطلاق البارود بشكل جماعي.
نسخة هذه السنة من موسم مولاي عبد الله شهدت تحطيم أرقام قياسية؛ لا من حيث عدد الفرسان والخيول أو السربات المشاركة. حيث كشفت اللجنة المنظمة لهذا الحدث أن هناك أزيد من 2200 فرس، و130 سربة، وما يفوق 27 ألف خيمة، علاوة على تجهيز ما يقارب من 1200 كيلوغراما من البارود.
إقرأ أيضا : بالفيديو: موسم مولاي عبد الله أمغار.. رواج تجاري واقتصادي ومئات فرص الشغل الموسمية
وفي هذا الصدد، قال قائد سربة جمعة سحيم بإقليم آسفي، في تصريح لـ Le360، إننا نستعد للقدوم إلى موسم مولاي عبد الله على طول السنة، كونه يضم أحد أبرز مسابقات التبوريدة وأكبرها على صعيد المملكة، مشيرا إلى أن مستوى التنافس هذه السنة جد عال لا من حيث الفرسان أو الخيول أو الأزياء.
كما أفاد المهدي مجيب، قائد سربة الجديدة، أنه قدم رفقة باقي أعضاء سربته إلى الموسم لتمثيل منطقة الجديدة وتقديم عرض مشرف ينال استحسان وإعجاب الجمهور، مشددا بدوره على أن المنافسة جد محتدمة بين السربات.
من جهته، نوه يوسف بنعيشور، قائد سربة أولاد سلمان، بالتنظيم الجيد لفضاء ات الموسم وتجهيزها بمختلف اللوازم اللوجستيكية التي يحتاجها الخيالة والفرسان. في حين أكد أن عدد المشاركين ارتفع بشكل كبير في هذه النسخة وهو الأمر الذي من شأنه الرفع من فن « التبوريدة » كونه موروثا ثقافيا ورياضيا مغربيا خالصا.
للإشارة، فإن موسم مولاي عبد الله يعتبر واحدا من أهم التظاهرات الدينية و الثقافية على الصعيد الوطني. حيث ينظم منذ مئات السنين برباط تيط (مركز مولاي عبد الله حاليا) من طرف قبائل دكالة احتفاء بالولي الصالح مولاي عبد الله أمغار. وتتوزع المظاهر الاحتفالية للموسم بين الأنشطة الدينية بضريح الولي الصالح و المسجد التابع له و الأنشطة الفكرية والثقافية والترفيهية.