ويأتي هذا الاختيار بما أصبحت تفرضه السينما المغربيّة من طريقة مغايرة في النظر إلى قضايا وإشكالات من زاوية جديدة. بما جعلها تسترعي اهتمام المؤسّسات ومهرجاناتها وتعمل جاهدة على استقطاب نماذج منها، إما للدخول إلى معترك المسابقات الرسمية أو عرضها ضمن فقرات معيّنة خاصّة بها، وذلك كنوعٍ من الاحتفاء بها، وبما تقدمه من خطاب سينمائي مغاير له علاقة بالتحوّلات السياسية والاجتماعية التي يشهدها الواقع اليوم من ثمّ، فإنّ هذا الاختيار لا يعكس منطق ومبدأ التوفيقية الذي عادة ما تنطبع به المهرجانات، بل يُظهر التحوّل الأنطولوجي الذي عرفه الفيلم المغربي، للخروج من قضايا محلية، صوب أخرى كونية تمسّ الإنسان بصفةٍ عامّة.
ويحكي الفيلم قصة صديقين « مهدي وحميد » يشتغلان بوكالة للتحصيل، ويسافران عبر قرى جنوب المغرب في سياراتهما القديمة ويتقاسمان غرفة مشتركة في الفنادق المتهالكة. كلاهما يعتمدان نفس طريقة اللباس. وذلك من أجل جمع المال بأي طريقة ممكنة. وذات يوم، وخلال تواجد مهدي وحميد بإحدى محطات الوقود بقلب الصحراء، وقفت أمامهما دراجة نارية، وإذا برجل شكله مريب يلتصق برف الأمتعة، مما يدفعهما إلى الفرار، لتنطلق بذلك رحلة روحانية لهذين الصديقين.
وتجدر الإشارة بأنّ صاحب « موت للبيع » و« وليلي » يُعد من أبرز الأصوات السينمائية التي اكتسحت المشهد الفني، وراكمت مُنجزاً سينمائياً قوياً تميّز بإبدالات هامّة على مُستوى التخييل في علاقته بالواقع.