وقد تم كتابة وإخراج هذا العمل المسرحي بماستر دراسات مسرحية بكلية الآداب واللوم الإنسانية بالمحمدية في إطار تعزيز مواهب الطلبة وانفتاحهم على الفضاءات العامة من خلال المشاركة في مهرجاناتٍ مسرحية تُعتبر إلى حدّ ما تتمّة للتكوين المسرحي النظري الذي يتلقاه الطلبة داخل الكلية. وتنتمي المسرحية بموضوعها وعوالمها وتخييلها إلى المسرح المعاصر، بكلّ ما يقترحه من مفاهيم ورؤى مغايرة عن نمط المسرح الحديث. وفاز العمل بجائزة أفضل عرض مسرحي لتكامل عناصر مفهوم الفرجة فيه وقدرته على طرح أسئلة فكرية تتّصل بالمرأة في علاقتها بقضية العنف. وهي تدخل ضمن الأسئلة الشائكة التي تبقى معلّقة داخل الممارسة المسرحية المغربية، إذْ نُسجّل نوعاً من الغياب في الاهتمام بموضوعات حساسة ذات صلة بالجسد والسياسة والعنف.
وتحكي المسرحية حكاية خمس شابات قضين بعض في طفولتهن رفقة أماهتهن في ملجأ لنساء ضحايا العنف. ومن هذه الزاوية يحاول عمر جدلي أنْ يكون العمل المسرحي أفقاً للتفكير في بعض قضايا المرأة في علاقتها بالفضاء العام. سيما وأنّ مثل هذه الموضوعات لا نعثر عليها داخل مسرحٍ مغربي معطّل كلّ شيء فيه مرتبطٌ بالكوميديا، في وقتٍ يقترح علينا فيه المسرح المعاصر بحكم جماليات شكل مجموعة من القضايا المرتبطة بالفضاء العمومي.