تأتي قيمة هذا التكريم الخاص بإدريس الشرايبي الذي رحل عام 2007 كاعتراف ضمني لكاتب طالما شغلت نصوص الأدبيّة كوكبة من النقاد في العالم ككل. لذلك يمثل الشرايبي نموذجاً للرواية المغربية التي كُتبت بلغة أخرى غير العربية. لقد أعطى الشرايبي في عدد من الروايات أفقاً جديداً لصورة المغرب الأدبي بأوروبا بل من خلال ما كتبته استطاع الآخر أن يتعرف على طبيعة ونوع الأدب المكتوب داخل البلد. وإلى حد اليوم ماتزال مؤلفاته تُقرأ وتُنجز حولها أبحاث بحكم ما رافقها من عمق ثقافي ونقد اجتماعي للعديد من المواضعات والسلوكات والعادات والتقاليد. فكتاباته الأدبيّة مفككة لا تقف عند حدود الواقع، بقدر ما تعمل على نقد وتأمّله من خلال حكايات شخصية لها أثر في تاريخه الشخصي.
حظيت أعمال مثل « الماضي البسيط » و »الحضارة أمي » بشهرة واسعة في ريبرتواره الأدبي، ذلك إنها باتت تحتل مكانة مركزية في سيرة الأدبيّة وتنسج علاقة خاصة مع القارئ، بحكم مفهوم الماضي الذي ظلّت تهجس به الروايات ويوجه من خلاله جماليات الحكي ولذة السرد عن طريق كتابة لا تكتفي بالتصوير، بقدر ما تتعامل تستعيد الحاضر لإدانته الماضي. على أساس أنها كتابة مشغولة بالتفكير في الاستعمار والصراعات الثقافية والمرأة والآخر.




