في هذا العدد الذي خُصّص حواره للأكاديمي والوزير السابق عبد الله ساعف، تقترح المجلة أحد المحاور الأكثر أهمية، إذْ يتعلّق الأمر بالدور الذي يُمكن أنْ تلعبه الثقافة على مستوى مقاومة التفاهة، باعتبارها أداة لتحقيق الديمقراطية وخلق أفق سياسي مغاير عن الذي نعيشه اليوم. ورغم أنّ أسئلة الثقافة والتغيير والديمقراطية ليست جديدة على تاريخ الثقافة المغربية، إلاّ أنّها ماتزال ذات أهمية بالغة لكونها تُعتبر بمثابة المختبر الذي منه يتبلور كلّ شيء، سيما حين يتعلّق الأمر بالثقافة التي ما تزال المؤسسات لم تؤمن بنجاعتها وقوّتها في رفع منسوب الوعي لدى المواطنين، رغم المكانة التي حظيت بها الثقافة منذ سبعينيات القرت الـ 20.
شارك في هذا العدد الجديد كل من علي بوطوالة بـ « السياسة الثقافية والبناء الديمقراطي » وعياد أبلال بـ « دور الثقافة في الانتقال الديمقراطي » ومحمد العمري بـ « بلاغة الخطاب الديمقراطي » وادريس لكريني بـ « المواطنة والطريق نحو التنمية والديمقراطية » وعبد العزيز كوكاس بـ « الديقراطية كممارسة ثقافية » وجمال بندحمان بـ « هل البناء الديمقراطي ممكن خارج الرؤية الثقافية؟ ».
يقول عبد الغني عارف عن العدد الجديد « برؤية تراهن على جعل الثقافة أداة من أدوات الممارسة النضالية من أجل إنجاز مهام التغيير والتحرر والبناء الديمقراطي للمجتمع، تواصل « الطريق » الصدور ضمن مشروع فكري وثقافي يراهن على التموقع في النقطة التي تفرضها علينا مهامنا النضالية على جبهة الصراع الاجتماعي والطبقي من جهة، ومن جهة ثانية على مواصلة تعميق سبل الحوار والاجتهاد البناء والتعبير الحر عن الأفكار والمواقف، وإنضاج الوعي حول القضايا الكبرى والمفصلية في معركة التعيير، سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا، من منظور تحليلي تقدمي يساري تنويري حداثي وديمقراطي، منظور يقاوم كل أشكال تزييف الوعي والوجدان الجمعيين لأفراد المجتمع المغربي، ويتنصر لقيم العدالة والحرية والعقل والكرامة الإنسانية ».
