يأتي عرض هذا الفيلم الذي ظهر سنة 2015 انطلاقاً من الإمكانات الجمالية التي تحبل مشاهده وصوره. ذلك إنّه يُعدّ أحد أبرز الأفلام المغربية التي أسالت مداد الكثير من النقاد، بحكم ما يتوفّر عليه من أفق بصري مغاير مقارنة بفيلمه « زمن الرفاق ». ففي هذا الفيلم يرصد المخرج فترة الخمسينيات من القرن الماضي، حيث تتشابك الصورة مع الواقع ويحاولا معاً تفكيك المنسي واللامفكّر فيه داخل مدينة تطوان عبر جوقة موسيقية نسائية يكشف من خلالها الطريبق عن قضايا مجتمعية وإشكالات موروثة في تاريخ البلد. يتميّز هذا الفيلم بالشرط الجمالي الذي يراهن عليه المخرج في محاولة ابتداع صورة سينمائية مختلفة، بقدر ما تنغمس في الواقع، فإنّها تتطلّع بعنفوان إلى القبض عن متخيّل الواقع وذاكرته.
وإلى جانب شهرته كمخرج سينمائي، يعمل الشريف الطريبق على ممارسة فعل الكتابة انطلاقاً من عدد المؤلّفات التي أصدرها في مجال النقد السينمائي وإنْ كان المخرج نفسه قد لا يعتبر ما يكتب يدخل ضمن النقد السينمائي وإنّما كتابة تحليلية من واقع الممارسة السينمائية التي يختبرها كمخرج وكاتب سيناريو، حيث تكون هذه الكتابة أحياناً أعمق من النقد السينمائي الغارق في الحميمية المفتعلة والتي تزيل في غالب الأحيان المفاهيم الفكرية والسياقات التاريخية لبلورة بعض من الصور والمَشاهد والمواقف التي يبتدعها المخرج ويعمل جاهداً على صياغتها وفق منظور سينمائي مختلف.




