هذا، ويندرج مشروع معرض «شذرات لبورتريهات عائلية» ضمن سيرورة المشاريع الفنية حول موضوع الذاكرة في تمظهراتها المختلفة: ذاكرة الأماكن، الذاكرة الجمعية، الذاكرة العائلية، الذاكرة الشخصية. لهذا يُحاول من خلال هذا المشروع الفني أن يسرد «قصة عائلة/عائلتي، أو بالأحرى إعادة كتابتها، وذلك من خلال استعمال عناصر من الأرشيف البصري ومكونات أخرى بهدف تمثيل لحظات أو أشخاص أو أشياء أحيانا حقيقية وأخرى خيالية»
أنّه في نظر الفنان عبارة عن «بحث مستمر عن علامات وعن آثار لوجوه ومناظر طبيعية، وعن شذرات عائلة شبيهة بشذرات حياة أفراد مترسخة أو ضائعة، موجهة أو تائهة».
ولد جعفر عاقل سنة 1966 بمدينة مكناس. بدأ شغفه بالفوتوغرافيا، كما يحكي عن نفسه، مبكرا جدا وبالضبط في سن 18 عندما أهداه أبوه آلة تصوير «Olympus OM10» بعد عودته من سفر خارج المغرب. ليتحول تدريجيا، وبعد سنوات طويلة من التكوين الذاتي والمشاركة في المحترفات والإقامات الفنية، من فوتوغرافي عصامي مهووس إلى فوتوغرافي هاوي متمرس.
وبموازاة ذلك، سيحصل جعفر عاقل على دكتوراه وطنية في موضوع مرتبط جدا بهوايته: سيميائيات الصورة الإشهارية. ليصبح بعد ذلك أستاذا باحثا متخصصا في الفوتوغرافيا الصحافية بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط. وبعدها سيهيئ شهادة التأهيل الجامعي في موضوع « استعمالات الفوتوغرافيا بالمغرب ».
ويعود أول معرض له، وهو معرض جماعي، إلى سنة 1990. ومنذ حينه، سيضاعف من تجاربه الفوتوغرافية، سواء داخل المغرب أو خارجه (فرنسا، الشيلي، كندا، إسبانيا، أكرانيا، سوريا...الخ) بلمسات كرافيكية وتشكيلية. وفي السنوات الأخيرة، سيعمد مقاربة فوتوغرافية تقوم على مساءلة « الذاكرة » وأحيانا أخرى على أسلوب الروبورطاج متخذا من «الفضاءات الحضرية» موضوعا أساسا لكن ليس من منظور توثيقي فقط وإنما من منظور تعبيري أيضا.
وبالاهتمامات الفنية والجمالية نفسها، سيحاول جعفر عاقيل على أن يجعل من فوتوغرافياته وسيلة تفكير في كيفية تفكيك الفضاءات والأشياء والعلامات التي تحيط بنا ثم إعادة بنائها في شكل ألوان وخطوط وأضواء ونقاط وكتل وأشكال... وهذا ما يجعل مفهوم الفوتوغرافيا عند عاقيل موضوع بحث دائم ومستمر على صورة قادرة على تمثيل كل هذه العناصر. وخاصة على إعادة كتابة « الواقع » بلقطات شذرية، مركِّزة على التفاصيل ومنجذبة نحو التجريد، وفي بعض الأحيان، تميل للتعبير عن الغياب كأثر للذاكرة البصرية.
هذا ويتقلد عاقل مسؤولية رئيس الجمعية المغربية للفن الفوتوغرافي، وصدر له سنة 2014 ألبوم فوتوغرافي، بعد إقامة فنية بالإقامة الدولية للفنون بباريس، تحت عنوان: «الدار البيضاء – باريس: تجوالات» وسنة 2015 عن منشورات الفنك كتاب معنون بــ«نظرة عن الصورة الفوتوغرافية بالمغرب». وسنة 2023 عن دار المركز الثقافي للكتاب مؤلف تحت عنوان «الصورة الفوتوغرافية».