تأتي قيمة هذه الورشة التي يقوم بها الباحث يوسف الزيات لفائدة الطلبة في « التعرّف على مسار عبد الله العروي في البحث التاريخي وعرض التجربة ومناثشة خصوصياتها وأبعادها المنهجية مع ضرورة تحديد روافد التجربة وامتداداتها المعرفية، إلى جانب مناقشة التصوّر المنهجي والإنتاج التاريخي لعبد الله العروي«. ذلك إنّ قيمة هذه الورشة كبيرة للطلبة والباحثين، حيث تُساعدهم على فهم المسار الإبستمولوجي الذي قطعه عبد الله العروي في تأسس مشروعه الفكري بين الفلسفة والتاريخ.
وحسب كلمة الباحث فإنّ الاشتغال على هذه الورشة لها « امتداداتها، وهي أنه على الباحثين الشباب في التاريخ « استعادة » عبد الله العروي. وإنّ هذه الاستعادة قد تتحقق بالعودة إلى تناول ومراجعة تصوراته المنهجية التاريخية ومحاولة استلهام القواعد البحثية والمنهجية التي وضعها، كل في نطاق بحثه وتخصصه. ليس بغرض تقديسها أو جعلها قانونا ثابتا وإنما بغرض الاسترشاد وجعلها منطلقا لمرجعية بحثية في التاريخ، مجددة ومنفتحة ومتفاعلة مع باقي الحقول المعرفية. في أفق تطويرها أو تجاوزها إن أمكن ذلك مستقبلا ».
إنّ الإشكالية المنھجية الكبرى بالنسبة للباحث « ھي « تعويم العروي » فيما ھو فكري وعدم الاهتمام الكافي بجانبه التاريخي-المنھجي. وھو الذي ما فتئ يلحُ على مسألة التاريخ في جدلية التاريخية والتاريخانية، ورغم أنه يصّر كذلك على أن نصه الفكري الأساس لا يجد تعبيره أو انعكاسه « الواقعي » أو « التاريخي » إلا في أطروحته حول « أصول الوطنية المغربية » ونصوصه التاريخية بشكل عام ».




