يأتي هذا الكتاب وفق رؤية مختلفة من حيث التفكير والكتابة. ذلك إنّ الكتاب عبارة عن مقالات في الفكر والأدب كتبها الشاوي ايماناَ منه بأهمية المقالات النقدية في مقاربة العديد من القضايا والإشكالات التي تخترق صلب الثقافة العربية والتي لا يُمكن التعبير عنها إلاّ من خلال المقالة النقدية بسبب البعد التقريري الذي يطبعاه في علاقتها باللغة والموضوع. كما تُظهر هذه المقالات الثقافة الموسوعية التي بها يُظلّل الشاوي سيرته الأدبيّة ويجعلها مؤثرة في الذاكرة والوجدان. فالأديب رغم نزوعه الدائم صوب الكتابة الأدبيّة واللغة الشعرية، فإنّه يمتلك رؤية دقيقة حول بعض القضايا الثقافيّة ذات الصلة بالأدب عموماً.
ويحرص صاحب « كان وأخواتها » في جعل المقالة أداة تعبيرية تتجاوز في تفكيرها الجوانب الأدبيّة لتصبح أكثر عمقاً من ناحية التفكير والمقاربة. بل إنّ كتابات الشاوي النقدية تتميّز بترسانة مفاهيمية قادرة على طرح أسئلة قلقة حول ما تعيشه الثقافة المغربية من جمود وتكرار في مختلف المجالات. وذلك لدرجةٍ تبدو فيها الثقافة اليوم وكأنّها تعيش على ماضي هذه الثقافة التي شرع في جيل السبعينيات على تأسيس أدب حقيقي أكثر أصالة والتحاماً بالواقع المغربي.