يعتبر فيلم «أنديكو» من الأفلام السينمائية الطويلة التي حظيت بنجاح كبير داخل المغرب وخارجه، إذْ منذ بداية عرضه داخل مهرجاناتٍ عالمية، وما حظي به من جوائز، سلطّ كثيراً من الأضواء على المخرجة وأبان عن قُدرتها في اجتراح صورة سينمائيةٍ مغايرة، بقدر ما ترتبط بالواقع المغربي تنأى عنه في آنٍ واحد.
وعلى الرغم مما طال الفيلم من قهر على مُستوى عروضه التجارية، بعد فرض الحجر الصحّي على العالم، وما تبعه من نتائج وخيمةٍ أثرت على السينما المغربيّة بشكل عام، فإنّ الفيلم عرض داخل مهرجاناتٍ مغربيّة ودولية ونال استحساناً كبيراً من طرف النقّاد، بسبب أصالة النصّ وقُدرة صُوَره على خلق وصناعة المعنى.
ورغم أنّ المخرجة لا تشتغل على الواقع إلاّ من خلال ما تحلم ببلورته من أفكار وصور وتخيّلات، فإنّ الواقع يُشكّل في الفيلم مختبراً للتجريب البصري، وذلك من خلال حكاية طفلة تدعى «نورة» تجد نفسها محاصرة في واقع لا يرحم، لذلك تلجأ الطفلة إلى عالم الحلم من أجل الهروب من واقع بائس ومُعطّل.
بهذه الطريقة اختارت صاحبة «الوتر الخامس» أنْ تُصوّر فيلمها، خصوصاً وأنّ النصّ يفتح منافذ بصريّة جديدة تجعل المخرجة تُبدع في اختيار الصُوَر وترتيبها داخل الفيلم.