وأبرز المنظمون أن "لحظات التكريم تعتبر من أقوى اللحظات التي تتخلل مهرجان مراكش، فهي محطة لتوطيد العلاقة المتعددة الأوجه التي تربط المهرجان بالسينما".
وأضافوا أن المهرجان سيخص بالتكريم عبد الرحيم التونسي الذي استطاع أن يضحك ويبكي أجيالا متعاقبة من المغاربة، والذي أحدث من خلال عبد الرؤوف شخصية كوميدية تعتبر الأكثر شعبية في الساحة الفنية المغربية.
وأشاروا إلى أن الفنان المغربي حقق نجاحا "أثر من خلاله في جمهور من مختلف الأعمار وعبر به الحدود إلى أوروبا من أجل إسعاد مختلف الجاليات المغاربية".
وولد عبد الرحيم التونسي سنة 1936 في المغرب، وهو يعتبر رائد فن الفكاهة في المغرب.
وعشق المسرح، فبدأ حياته المهنية في التمثيل من خلال فرقة مسرحية أسسها رفقة أصدقائه كانت تقدم مقتطفات من مسرحات موليير في المقاهي.
وابتكر شخصية عبد الرؤوف الهزلية سنة 1960، بعد أن استوحاها من زميل سابق له في الدراسة كان يعتبر تجسيدا لكل ما هو مثير للسخرية، فأعجب بها الجمهور وأضحكت أجيالا متعاقبة. وبدأت العروض تتوالى في صالات المسارح المكتظة بالجمهور وتقام بشبابيك مغلقة، وأصبحت الأشرطة الصوتية تباع بالآلاف.
وتجاوز نجاح عبد الرؤوف حدود المملكة، ليصل إلى مختلف الجاليات المغاربية التي تعيش في الخارج.
وفي سنة 2011، حظي عبد الرحيم التونسي بالتكريم من قبل مؤسسة ليالي الفكاهة العربية بمدينة أونفيرس البلجيكية التي اعتبرته "أفضل فكاهي مغربي في القرن العشرين".
كما ستحتفي دورة هذه السنة بالنجمة العالمية معشوقة الجمهور الممثلة إيزابيل أدجاني المعروفة بحضورها الساحر وعطاءاتها الكبيرة. ومنذ بداياتها الأولى، أصبحت إيزابيل أدجاني، التي كان فرانسوا تروفو يقول إنه "يجب تصويرها كل يوم، حتى الأحد"، واحدة من الممثلات الأكثر طلبا في جميع أنحاء العالم.
فبقدرتها على تشخيص كل الأدوار، أصبح كبار المخرجين السينمائيين يتوددون إليها ويتمنون حضورها في أعمالهم. ومنحها كل من فرانسوا تروفو، أندري تيشيني، رومان بولانسكي، كلود ميلر، فيرنر هيرتزوك، جيمس أيفوري، باتريس شيرو، جون بول رابينو أدوارا رائعة، واستطاعوا بفضل موهبتها أن يقدموا للعالم أنجح الأعمال.
وحصلت إيزابيل أدجاني، التي تفضل تشخيص دور المرأة القوية، عن أعمالها على سعفتين في مهرجان كان عن دوريها في فيلم "استحواذ" لأندري زولاوسكي و"رباعية" لجيمس أيفوري. بعد أربع جوائز سيزار عن "استحواذ"، و"الصيف القاتل" لجون بيكر، و"كامي كلوديل" لبرونو نويتين، و"الملكة ماركو" لباتريس شيرو، نالت جائزة سيزار خامسة سنة 2010 عن دورها في يوم "التنورة" لجون بول ليليانفيلد، لتكون بذلك الممثلة الأكثر تتويجا من قبل أكاديمية الفنون وتقنيات السينما الفرنسية إلى غاية اليوم.
ومن اليابان، سيكرم المهرجان المخرج والممثل ومدير التصوير وكاتب السيناريو شينيا تسوكاموتو الذي يعد "موهبة خلاقة في خدمة السينما المستقلة، وسينمائي كبير حظيت أعماله بالإشادة من قبل العديد من السينمائيين الغربيين".
وولد شينيا تسوكاموتو في طوكيو سنة 1960، ويعتبر من السينمائيين اليابانيين المستقلين الأكثر ابتكارا. ويعد تسوكاموتو قائدا حقيقيا لأوركسترا متجانسة تتشكل من مساعدين وممثلين على استعداد دائم لموالاته من أجل تحقيق أكثر تخيلاته خراقة، والتي تستوحى من فن خيال السيبربانك لويليام جيبسون وبروس ستيرلينك وأفلام ديفيد لينش وديفيد كروننبرك.
كما لا يتردد العديد من المخرجين الغربيين أمثال كوينتان طارانتينو في الاستلهام من المواهب المتعددة لهذا السيناريست والمخرج والممثل والمصور السينمائي والموضب والمدير الفني والمنتج العبقري.
أما بول فيرهوفن، الأستاذ الهولندي الذي سيتحف عشاق السينما والمهنيين الحاضرين لمهرجان مراكش بتقديم ماستر كلاس ينتظره الجميع، فهو الشخصية الثانية من عالم السينما التي سيحتفي بها المهرجان كفرصة لتكريم فنان كبير قدم أعمالا تجمع بين الروعة والقوة.
ويعد بول فيرهوفن، المزداد سنة 1938 في أمستردام، صاحب أعمال تميزت بشحناتها القوية وأخرجها في كل من أوروبا والولايات المتحدة. ويحب بول فيرهوفن تسليط الضوء على مواضيع حساسة من خلال أفلام شعبية. ومن "روبوكوب" إلى "هي"، مرورا بفيلم "غريزة أساسية"، و"فتيات العرض"، و"جنود المركبة الفضائية" و "الكتاب الأسود"، يؤكد المخرج الهولندي مكانته كسينمائي كبير منح جمهوره أعمالا قوية راقية.