ونقلت يومية Libération الناطقة باسم حزب الاتحاد الاشتراكي المعارض، في عددها ليوم غد الأربعاء، حوار رشيد الوالي، معنونة المقال بـ"رشيد الوالي في دعاية للإسلامية ويقدم دعمه اللا مشروط للفن الحلال".
ونقرأ في تفاصيل الحوار، أن رشيد الوالي "يرفض أن ينجز أفلاما ساقطة" مضيفا "أفتخر أن الجمهور يشاهد أعمالي كبيرا وصغيرا، وأعتقد أنه من حقي أن أقول ما أريد لكن الاحترام ضروري".
رشيد الوالي أبرز أن "الجمهور المغربي أذكى مما يتصور الكثيرون، ذلك لأنه يفهم بالإشارة فقط، في إشارة إلى أنه ليس هناك من داع للحديث بلغة مكشوفة لمعالجة بعض القضايا أو تمثيلها كما هي في الواقع"، مضيفا "أن الأمر يمكن أن يتم تشخيصه بطرق فنية وإبداعية أفضل من تصويرها كما هي باللغة نفسها،والمشاهد نفسها، مشددا على أنه بقدر إبداعك في إبلاغ الرسالة بالإشارة فقط تكون درجة مهنيتك وقوة إبداعك بدل استعمال اللغة والمشاهد المكشوفة”.
ونقلت Libération أن المخرج المغربي أشار في حواره "إلى أنه كثيرا ما وقف، على مشاهد صدمت الجمهور ورفضها، وسبق له أن حضر مهرجانات، كما قال، بما فيها مهرجانات خارج المغرب، وشاهد كيف أن عائلات مغربية انسحبت بعدما حضرت رفقة أبنائها لمشاهدة فيلم معين، فصدمت بلقطة أو لقطتين، معتبرا أن مثل هذه المشاهد التي تغضب الجمهور تعصف بالرسالة التي تريد أن يوصلها الفيلم”.
بوليميك حول الفن
النقاش ذاته والاتهامات عينها تطلق في كل مرة يطرح موضوع السينما، البعض يريد أن يحدد للمبدع سلفا شكل اللغة وحدود ملعب الجرأة، والمبدع لايمكن أن يشتغل بمثل هذا المنطق ذي البعد الأخلاقي والسياسوي، على الأقل هذا ما يجمع عليه أهل الفن، لكن خروج رشيد الوالي على صفحات التجديد، وإعادة نشر الحوار على Libération، لكن مع إظهار للمواقف، يشي أن السينما والفن عموما خرج من عالم النقد وأخذ يتسيس تدريجيا، وتحول إلى نقاش عقيم، بين الفن النظيف و"الفن المتسخ".
خروج الوالي في هذا الوقت بالذات، وفي منبر كـ"التجديد"، وقبل الخروج الرسمي لفيلمه القادم في القاعات السينمائية، فيه الكثير من الإيحاءات، فلا يخفى على أحد "المعارك" الإعلامية التي خاضتها التجديد ضد بعض الفنانين، وبعض الأفلام بالخصوص، لتجد نفسها في آخر المطاف كمن يقوم بالإشهار المجاني لتلك الأفلام، كما حدث مع "ماروك" و "كازانيغرا"، ودخول رشيد الوالي إلى هذا النقاش المسيس، قد يكون في هذا الاتجاه، أي خلق "بوليميك" جديد حول مفهوم "الفن الحلال”.