ربورتاج: إبل بالصحراء المغربية.. أسعرها وكواليس تربيتها

في 15/07/2024 على الساعة 07:00, تحديث بتاريخ 15/07/2024 على الساعة 07:00

فيديوتفرض ثقافة الإبل وتربيتها ونمط حياتها في المجتمع الحساني، فهي تشكل جزء لا يتجزأ من حياته اليومية من حيث حضورها في كل المناسبات والأعياد والأفراح وحتى الأحزان والمواسم القبلية والاستقبالات، إضافة إلى كونها مصدرا للمال والرزق ورمزا للوجاهة والفخر والافتخار والنقل والتنقل والترحال، لكونها خلقت كي تتأقلم مع الأجواء الصحراوية القاسية التي تتميز بها بعض المناطق الصحراوية البعيدة عن الساحل والمحيط.

ولتقريب متابعي Le360 من نمط عيش وحياة الإبل، انتقلنا إلى بعض الضيعات والمراعي التي تعيش بها هذه الكائنات الودودة، لمحاورة بعض الكسابة والمهتمين بتربية الإبل، بضواحي العيون وطانطان، لنكتشف حينها مكانتها التي تحظى بها عند المجتمع الحساني، والتي تظهر جليا في كونها مهرا للعروس وعقيقة للمولود وَدِيّة مُسلَّمة لأهالي الضحايا تبعا للطقوس.

ويرى كسابو الإبل أنها حيوان كله صبر وتجلد وتحمل، قادر على التأقلم مع كل الظروف القاسية، بما في ذلك أكلها وشربها الذي يختلف ويتنوع بتنوع النباتات والأشجار على الأرض التي تعيش عليها، وهي الصحراء المغربية المعروفة عموما بقساوة الطقس والجفاف وندرة المياه، بحيث تتغذى على الأشواك والأعشاب والأغصان، دون أن ننسى البراعم الخضراء لشجيرات الرمث السوداء وشجرة «أم ركبة» وشجر الطلح الذي اتخذه الإنسان والحيوان ظلا ظليلا على حد سواء في عز «الرگ» حيث تصبح الظلال هي زمن مفقود يبحث عنه الجميع.

وبخصوص مشربها ومأكلها، فقد أعرب المستجوبون، في تصريحات متفرقة لـLe360، عن ارتباطها بالظروف المجالية والمناخية، بحيث قد تفرض فيها الآبار نفسها لتكون بذلك مصدرا وحيدا وأوحد بالنسبة للكساب والمالك إذا ما حل الجفاف بمنطقة ما وقلت الأمطار أو تباعدت أماكنها وتعذر الترحال والرحيل إليها وأصبحت حينها مياه هذه الآبار أمنية وأملا لإشباع بطون المواشي، مشيرين إلى مصادر أخرى للمياه، من قبيل خزانات المياه الضخمة المصنوعة من الجلد، والتي تتم تعبئتها بواسطة الشاحنات المحملة بصهاريج تتنقل بين الصحاري بحسب الطلب.

وأما بخصوص أسعار بيعها وشرائها، فقد رأى المستجوبون من كسابي الإبل أنها تخضع هي الأخرى للظروف المناخية، بحيث تصبح أغلى ثمنا كلما هطلت الأمطار، وبخسة الثمن في زمن الجفاف، بحيث يصبح بيعها «تخلصا منها درءً للخسارة المادية» بالنسبة للكساب.

في حين صنّف أحدهم أثمانها بحسب «جيناتها وفحولها» فأسعار «إبل اللحم» و«إبل الحلب» تتراوح ما بين 3 إلى 3,5 ملايين سنتيم، فيما ترتفع أسعار «إبل السباق» إلى 7 ملايين سنتيم.

«إبل السباق»، يحافظ عليها صاحبها ويدللها ويسمنها ويتخذها لنفسه رفيقة له كلما سنحت الفرصة لها للمشاركة في سباق ما حتى تدر عليه المال والعزة والفخر بين قومه من كسابي الإبل، إضافة إلى سمعته بين أفراد المجتمع والقبيلة التي تفخر هي الأخرى بالظفر بسباقات من هذا القبيل وتفضل السفر مع جمالها فرادى وجماعات عبر سيارات رباعية الدفع تحاذيها حول الحلبة لتشجيعها.


تحرير من طرف حمدي يارى
في 15/07/2024 على الساعة 07:00, تحديث بتاريخ 15/07/2024 على الساعة 07:00