ويُشارك في المهرجان الذي سيُنظّم ابتداء من يوم الأربعاء 10 ماي 2023 العديد من الفنانين التشكيليين من المغرب وألمانيا والسويد والسينغال وفرنسا. كما سيعرف المهرجان تنظيم معرض جماعي وإقامة بعض المحترفات الفنّية على سبيل تقريب التجارب بين الفنانين وتحقيق نوعٍ من المثاقفة التلقائية وابتكار أشكال فنّية بين الثقافتين.
ويُشارك في المهرجان أكثر من 50 فناناً تشكيلياً من مختلف الحساسيات الفنية والتجارب الإبداعية والأجيال والانتماءات. كما سيكون المهرجان منصّة فنية لتقديم تجارب عالمية على مدينة مغربيّة، طالما عُرفت في تاريخها بكونها مدينة تحتفي بالفنّ والمبدعين.
ويأتي هذا المهرجان على خلفية ما غدت تعرفه الساحة التشكيليّة المغربيّة من تحوّلات فنّية وجماليّة ذات أثر كبير في براديغم الفنّ المعاصر. ذلك إنّ هذا التحوّل يفرض على المنظومة الفنية إعادة تشكيل رؤى جديدة ونحت تجارب فنية أكثر تعلّقاً بمفهوم المعاصرة، لا باعتبارها سياقاً تاريخياً يُفرّق المراحل فيما بينها، بل كمفهوم فكري منه تتبلور الرؤى والتجارب وبمقتضاه ترسم اللوحة أفقاً تخييلياً يهجس بالتجريب. على هذا الأساس، فإنّ التجارب الفنّية المُشاركة في هذه التظاهرة الفنّية تتميّز بنوعٍ من التقاطع والتلاقي على مستوى المواد والأساليب والألوان. فالتجارب الجديدة تُحاول من خلال عنصر اللون والمادة إعادة صياغة عوالم متخيّلة تُخضع المُمارسة الفنّية إلى دفقة شعورية بها تتحكّم في ميكانيزمات اللوحة ومُتخيّلها.
وأمام غياب المهرجانات التشكيليّة المغربيّة، يأتي المهرجان ليُقدّم صورة مختلفة عن الصورة التي تمّ تكريسها في متخيّل الناس، في كون التشكيل بمثابة ترفٍ فني لا تحتاجه الثقافة المغربية. رغم أنّ التحوّلات الفنّية التي شهدتها المُدن تفرض العناية بجمالها وسيرتها، والحرص على تقديم فضاءاتها العمومية بطريقةٍ تبدو فيها جميلة وتعكس وعيها بتاريخها وذاكرتها.