بالصور: معرض يوثّق عادات وتقاليد ثقافة الصحراء في كلميم

في 25/07/2025 على الساعة 07:30

نظمت وكالة الجنوب لتنمية الأقاليم الجنوبية، ضمن مهرجان «أسبوع الجمل» معرضاً فنياً توثيقياً يستعرض تاريخ وعادات وتقاليد الأقاليم الجنوبية، نظراً للحمولة التاريخية التي تطبع هذا الفضاء الشاسع والمتجذّر في تاريخ المغرب وذلك في الفترة الممتدة بين 20 و27 يوليوز الجاري.

يتأسس المعرض التوثيقي على أرضية تاريخية صلبة، فهو يقوم على فكرة التاريخ لا باعتباره ماضياً وإنما بوصفه حاضراً لا ينقضي. ذلك إنّ الرهان على البعد التاريخي يعطي للمعرض أفقاً بصرياً مختلفاً، بل إنه يجعل الزائرين ينتبهون إلى قيمة الصورة الفنية في حفظ الموروث التاريخي الصحراوي والعمل على التعريف به لبذل مزيد من الاهتمام، على أساس أنّ هذا التراث الثقافي يضمن للمنطقة سيرورتها وقيمتها في ذاكرة الناس ووجدانهم.

لذلك حرص فريق الوكالة على بذل مجهود كبير والتنقيب في تاريخ هذا الجغرافيا الشاسعة وانتقاء أهم ما يميّز التراث الصحراوي مثل تراث مادي متمثل في بعض الأحجار وآخر لا مادي يتبلور من خلال صور الجمل بوصفه رفيقاً في السفر والتجوال.

هذا بالإضافة إلى أعمال أخرى مرتبطة بالخيمة ودلالاتها الرمزية في تاريخ جنوب المغرب، وذلك على أساس أنّ الخيمة تُعد بمثابة الفضاء الآمن والساحر الذي قاد ساكنة المنطقة منذ وقتٍ مبكّر إلى العيش داخلها. لذلك تمثل الخيمة التي جعل منها وكالة الجنوب بمثابة المدخل البصري بالنسبة للزائر للتعرّف على واليس المعرض، تجربة فنية هامة تتجاوز فلاع المعارض التقليدية، إذْ تحاول عبر هذه الفكرة أنْ تثور على شكل المعارض الفنية التوثيقية، وعياً من المنظمين بقيمة هذا الأمر ودلالاته الرمزية بالنسبة للمنطقة.

إلى جانب ذلك، يضم المعرض عشرات من الصور الخاصة بالجمل وبعض الحلي والخناجر والأواني اليومية التي يستخدمها المجتمع الصحراوي. لذلك يُقدّم المعرض تجربة غنية لا تقدم أعمالاً فنية، بقدر ما تحرص على السفر في تخوم الصحراء والتنقيب في مؤهلاتها الطبيعية وتراثها اللامادي، بغية ترميم الذاكرة والكشف عن مباهجها ورأسمالها الرمزي المرتبط بالتراث اللامادي. ولأن المعرض لا يزعم أنه يقدم مجموعة أعمال فنية، فهو يأتي وفق آلية تقوم على مفهومي « التوثيق » و« الأرشفة« .

لذلك تطالعنا مواد المعرض وكأنها بيبلوغرافية تُقدّم معلومات حول التراث الصحراوي وتسعى جاهدة إلى التعريف به.

يستعرض المعرض مجموعة من الصور التوثيقية والعناصر اللامادية واللقى الأثرية منذ المرحلة القديمة إلى اليوم. فهو لا يتطرّق جهة كلميم واد نون، بقدر ما يسافر صوب الأقاليم الجنوبية كلها، حيث يكشف عن حدود التقاطع والتلاقي بين هذه الأقاليم الجنوبية، وفي نفس الوقت محاولة القبض عن المشترك المادي بين كل المدن.

يركز المعرض على عمق المغرب الصحراوي، انطلاقاً من الغنى الذي تميّز به الجنوب على مستوى القوافل الذاهبة صوب بلاد السودان. بيد أنّ المعرض وإنْ كان لا يقدم نفسه أنه يحيط بكل حيثيات التراث الصحراوي، فإنّه يظلّ حريصاً على إعطاء البعد التاريخي قيمته وذلك كنوع من الاحتفاء بتاريخ هذا الفضاء الشاسع ولفت الانتباه إلى الدور الكبير الذي لعبته هذه الجغرافية في تاريخ المغرب والتركيز في نفس الوقت على ترسّبات هذا التاريخ في نفوس الناس وبيئتهم.

تحرير من طرف أشرف الحساني
في 25/07/2025 على الساعة 07:30