ويعمل عبد الحميد في روايته هذه على استعادة مصائر العديد من الشخصيات بالجديدة وأزمور وموغادور. ويسعى صاحب «متاهات الشنق» في كلّ عمل أدبي جديد على الغوص عميقاً في نتوءاته الواقع وتحويله إلى سردية أدبية تخييلية بها يعطي المبدع قيمة أكبر لشخصيات والأمكنة والفضاءات لتقول ما تريد. يقول الكاتب أحمد المديني في تقديمه للرواية بأنّ «الأديب شكيب عبد الحميد يقدم في هذه الرواية رقعة سردية من أربع حكايات: الأولى تروي سيرة ساردها والثانية عن سميحة بن سيمون والثالثة عن مدينتي الجديدة وموغادور والرابعة هي الوشيجة الجامعة عن أزمور أسميها مدينة الأزل، موطن أهم الشخصيات ومضمار أفعالها ومصائرها وتجلي جغرافيتها الروحية في مثلث الولي مولاي بوشعيب وعائشة البحرية ونهر أم الربيع، مدينة بيوتها في الأرض وأسقفها في السماء تجذب أبناءها ليشربوا من نبع الحكاية في ربوع المحيط الأطلسي المغربية الغنية بالولادات والمُفعمة بعبق التاريخ والأسرار».
يضيف الناقد: «بعد شغب الفتوة يشعل الشباب ثم يبلى الزمن تُنحت تجاعيده على الأسوار والأبواب، من أزمور إلى الجديدة وموغاور. وعشق سميحة تعيدها رائحة التراب إلى قصة حب فات وتعايش أجيال كان لتبحث عن المحال. هي رواية تعلّم عاطفية واجتماعية ووجودية، رسم فيها كاتبها بيئة خصوصية بشخصيات مفردة وتقنية تراسل عصرية بلغة سلسة ذات إيقاع وخطاب تواصلي وبيان شعري وبوح وحبك محكم يعرفنا على موهبة واعدة».