ويأتي هذا الكتاب في 287 من الحجم المتوسّط، حيث يتناول فكر رواد النهضة العربية الحديثة، انطلاقاً من فكر رفاعة الطهطاوي وخير الدين التونسي وأديب إسحق وجمال الدين الأفغاني من خلال نظرتهم للعدالة والحرية. ويعود هذا الاختيار عن الباحث بسبب « الرغبة التي جمعتهم في تغيير واقع الوطن العربي والإسلامي، ذلك الوطن الذي أضنته مركزية الخلافة العثمانية. وكان السبيل إلى ذلك التغيير في نظرهم هو التغيير السياسي، على تفاوت حدّة النبرة لدى هؤلاء الأربعة. وقد تنوّعت مشارب هؤلاء الأربعة وتفرّقت رؤاهم، وبهذا فإنّهم يمثلون أهم الاتجاهات الفكرية التي ستستمر في الظهور والنمو حتّى يومنا هذا ».
ويعتبر الكاتب بأنّ رغم « تفرّق رؤاهم، فإنها قد التقت عند ركيزتين، صراحة أو ضمناً، هما العدالة الحرية. لقد كانت العدالة والحرية المطلبين الأكبرين لأعظم العقول الاجتماعية التي أظهرت إلى الناس أفكارها منذ رفاعة رافع الطهطاوي إلى الآن، ولأنبل التصوّرات والحركات السياسية في مشرقتنا ومغربنا منذ الثورة العرابية، وقبلها ثورة المصريين على الحملة الفرنسية، حتى ثورة 23 يوليو وما تلاها من ثورات وليدة أخذت مآخذها في المشرق ».
وجاء هذا الكتاب الجديد في 4 أبواب، الأوّل حول العدالة والحرية عند رفاعة الطهطاوي والثاني حول العدالة والحرية عند خير الدي التونسي والثالث حول العدالة عند أديب إسحق والرابع حول العدالة والحرية عند جمال الدين الأفغاني.