ويعتبر الكتاب بشكل ما تثمينا لكتابات سابقة لمحمد اشويكة راكمها على مدار سنوات، حاول من خلالها أنْ يؤسس لنفسه مشروعاً نقدياً يفكك آليات فهم السينما وتمثّلاتها داخل نماذج من السينما المغربية والعربية والعالمية ككلّ. كلّ هذا في وقتٍ تعاني فيه المكتبة العربية من هذا النوع من الكتب الخاصّة بـ « فلسفة السينما » والتي تساهم في رفع منسوب الوعي تجاه السينما، بوصفها أداة لمحاربة التفاهة وطريقة مغايرة في التفكير والقبض عن صُوَر وأحلام وهواجس الناس داخل إطار بصري تخييلي. السينما كما يتصوّرها اشويكة في مؤلفات سابقة له مثل « التفكير في السينما، التفكير بالسينما » و »النص والصورة » عبارة وسيط بصري قادر على بلورة فكر فلسفي، فمن خلال السينما عمل مثلاً جيل دولوز وإدغار موران على مقاربة قضايا فلسفية عالقة في الفكر الفلسفي المعاصر. وتُعدّ هذه الأعمال أهم المؤلفات في السينما، لأنّها تتعامل مع الأفلام وفق طريقة فلسفية تُخرج السينما من طابعها الترفيهي والاستهلاكي وتدفع أنْ تغدو نمطاً من التفكير الحر.
جدير بالذكر أنه إلى جانب هذه الكتب التي تتقصى الفكر، استطاع اشويكة من خلال دار نشر سليكي أخوين في طنجة اصدار مجموعة من المؤلفات التي تُعنى بالسينما المغربية وتحولاتها. فهذه الكتابات تقترب في تفكيرها من واقع السينما وتعمل على كرح قضايا وإشكالات ظلّت في حكم اللامفكّر فيه داخل السينما المغربية. ورم أن هذه الكتابات المتوهجّة، تفكيراً وتحليلاً ومعاينة لم تحظى بأيّ اهتمام يُذكر من لدن النقاد أنفسهم، إلاّ أن صاحب « الصورة السينمائية: التقنية والقراءة » يعمل بجد ومثابرة على اصدار أجزاء هذه السلسلة.