يقول الودغيري بأنّه « كانت بداية التفكير في موضوعات هذا الكتاب، لغوية اجتماعية محدودة بحدود التداخل الحتمي بين الاجتماعي واللغوي، ولاسيما أن اللغة ليست سوى ظاهرة اجتماعية كما هو معروف، وكانت غايتُها لا ترمي لأكثر من محاولة الاقتراب من رسم ملامح الوضع اللغوي الراهن في الساحة المغاربية، بما له من تشابُك مع أوضاع مشابهة في أقطار عربية أخرى. لكن طبيعة ارتباط اللغوي بالاجتماعي والثقافي التي لا يمكن في النقاشات والحوارات الدائرة، إبعادُها في كثير من الأحيان عن السياسي والإيديولوجي، كما لا يمكن إغفال تأثير الماضي وإسقاط قضاياه على الحاضر، فرضت توسيع دائرة البحث والتناول لينضاف إليه جزء لا بأس به من الجانب التاريخي.
على هذا الأساس، « أصبح على الشكل الذي نقدمه اليوم لقارئنا الكريم، وذلك حتى نضع أمامه، بأكثر ما يمكن من العناصر، الخلفية الحقيقية لما عليه الوضع اللغوي والمجتمعي المتأزِّمين في المنطقة المغاربية التي لم تستطع لحد الآن، وبعد عقود طويلة من الاستقلال، أن تصل إلى بلورة سياسة لغوية واضحة وناجحة تعيد الاعتبار للغة الجامعة؛ لغةِ الأمة، وتضعها في مكانتها اللائقة، وتعطي لبقية الأشكال التعبيرية المختلفة الوطنية وغيرها وظائفَها المناسبة لحالتها وكفاءتها والحاجةِ، إليها دون إخلال بقيمة أيٍّ منها. والعوائقُ التي حالت دون ذلك، هي عوائق اجتماعية وسياسية كان لا بد من توضيح الكثير منها ووضع الأصبع على مكامن الداء فيها ».