الدارالبيضاء مهد الانسان القديم حسب اكتشافات حديثة

صورة عامة للموقع الأثري بكريان طوما بالبيضاء

صورة عامة للموقع الأثري بكريان طوما بالبيضاء . DR

في 01/12/2013 على الساعة 10:30

كشفت أبحاث أركولوجية يقوم بها فريق علمي مغربي فرنسي، عن مستحث بشري جديد بموقع طوما 1 جنوب غرب الدار البيضاء، يؤكد أن هذه المدينة تعد مهد الانسان القديم بالمغرب، مقارنة باكتشافات سابقة.

ويقول عبدالرحيم محب، المشرف على البحث (محافظ ممتاز للآثار والمواقع/باحث في ما قبل التاريخ (المديرية الجهوية للثقافة/ القنيطرة)، إن اهمية هذا الاكتشاف العلمي يعد بالغ الأهمية بالنسبة لتطور الإنسان القديم بشمال أفريقيا وجنوب أوروبا، كما أنها تعد بالنسبة إليه أقدم بقايا بشرية يتم العثور عليها بالمغرب، وتفيد في معرفة نوعية الانسان.

ويتعلق هذا الاكتشاف حسب محب، بمستحث بشري جديد عثر عليه بمغارة البقايا البشرية بموقع طوما1جنوب غرب الدار البيضاء، وهو عبارة عن جسم عظم الفخذ ينسب لإنسان أومو روديسينسيس.

وأشار إلى أن هذا المستحث أحد عظام الفخذ القلائل المكتشفة على الصعيد الإفريقي بالنسبة لفترة البليستوسين الأوسط (مابين780000و125000) قبل الحاضر والذي يمكن مقارنته بالمستحث المكتشف سابقا بعين معروف (إقليم الحاجب). كما تمكن هذه البقايا من التعرف على الحجم والهيئة ( القامة)، وطريقة التنقل الخاصة بهؤلاء السكان الأقدمون، خاصة بين أفريقيا الشرقية الجنوبية وأفريقيا الشمالية.

وأوضح المتحدث، أنه واعتمادا على الآثار البديهية الملاحظة على سطح عظم الفخذ لموقع طوما1، يتبين أن هؤلاء البشر شكلوا أيضا فريسة للحيوانات اللاحمة والمفترسة. "أما بالنسبة لتاريخ هذا المستحث البشري، فيقدر حسب المعطيات الأركيومترية والجيولوجية والبيولوجية المنجزة بالموقع، بأكثر من500 ألف سنة قبل الحاضر"، يقول الباحث.

وأكد على أن عظم الفخذ عثر عليه بجانب أدوات منحوتة على الأحجار تميز الحضارة الأشولية خلال فترات ما قبل التاريخ وأيضا بقايا متحجرة لمجموعة من الحيوانات اللاحمة والعاشبة والقوارض مثل الغزال، الظباء، الخنزير، الخيليات، الدب، الضبع، القردة، وحيد القرن، الدربان، الأسد، والكلبيات (ابن آوى)، إلخ...وحسب آخر الدراسات، يضيف الباحث، فإن الحيوانات اللاحمة تظل السبب الرئيسي وراء تكدس وتواجد البقايا الحيوانية والبشرية داخل المغارة.

تجدر الإشارة إلى أن التنقيب المنتظم بمغارة البقايا البشرية بموقع طوما1سبق وأن أسفر عن اكتشاف عدة بقايا بشرية أخرى منها : نصف فك سفلي (1969)، عدة أسنان (بين1994و2006)، فك سفلي كامل (2008)، جزء خلفي لفك سفلي لطفل (2009)، علاوة عن بعض أجزاء الجمجمة. وتعد هذه البقايا المؤرخة بأكثر من 500 ألف سنة قبل الحاضر والتي تنتمي كما سلف الذكر إلى أومو روديسينسيس الأولى من نوعها التي تستخرج نتيجة حفريات أثرية علمية منتظمة ودقيقة.

يندرج هذا الاكتشاف العلمي المهم في إطار الأبحاث والحفريات المنتظمة التي ينجزها المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث التابع لوزارة الثقافة المغربية والبعثة الأثرية الفرنسية الساحل/المغرب التابعة لوزارة الشؤون الخارجية والأوربية الفرنسية منذ1978 وذلك داخل برنامج الأبحاث المعروف ب''ما قبل التاريخ بولاية الدار البيضاء الكبرى'' والذي يشرف عليه الأستاذ عبد الرحيم محب والأستاذ جون بول رينال (مدير أبحاث بالمعهد الوطني للبحث العلمي الفرنسي، جامعة بوردو1).

تدخل الحفريات التي يعرفها موقع ما قبل التاريخ لمقلع طوما1في سياق التعاون المغربي/الفرنسي في ميدان الأركيولوجيا بمساعدة معهد ماكس بلانك بلايبسيس/ألمانيا وجهة أكيتان/فرنسا.

في 01/12/2013 على الساعة 10:30