وتندرج هذه الفقرة الفنية ضمن « فعاليات العام الثقافي قطر ـ المغرب 2024، يفخر مهرجان أجيال السينمائي بتقديم صنع في المغرب الذي يضم أفلاماً قصيرة مختارة تبرز المواهب الواعدة في السينما المغربية اليوم. تم تطوير البرنامج بالشراكة مع مبادرة العان الثقافي التابعة لدولة قطر ومهرجان مراكش للفيلم القصير، إذ~ يضمّ مجموعة من الأفلام القصيرة ذات الأنماط المختلفة لتسليط الضوء على المجتمع المغربي المعاصر بعيون صنّاع أفلامه الموهوبين والواعدين ».
وحسب نفس المصدر « تفتح هذه الأعمال نافذة على التراث المتفرّد للمغرب، إذْ تروي حكايات شخصية ومجتمعية تعكس تنوّع وثراء الحياة المغربية. وفي إطار الاحتفالية الثقافيّة التي ستدوم عاماً كاملاً، تُجسّد عروض صنع في المغرب روح التبادل الثقافي، وتهدف إلى تعزيز التفاهم وإثراء الحوار بين المجتمعات. وعبر هذه الحكايات السينمائية، يتفاعل الجمهور مع جوهر المغرب المتمثّل في شعبها وثقافتها ورؤيتها، مع تعزيز روح التعاون من خلال لغة السينما العالمية » .
من الأفلام المشاركة نجد « زجاجات » لياسين الإدريسي و« الفزاعة » لأنس الزماطي و« قمر » لزينب واكريم و « ما الذي ينمو في راحة يدك " لضياء بيا و لماذا تركت الحصان وحيداً؟ " لفوزي بنسعيدي و « وداعاً بنز بنز » .
تلعب هذه الأفلام القصيرة دوراً بارزاً في تجذير العلاقات بين المغرب وقطر ليس من باب السياسة وإنّما من مدخل السينما. إذْ بحكم النهضة الفنية التي عرفتها السينما المغربية في الآونة الأخيرة، جعلت الجهات المسؤولة تفرد لهذا الفنّ مكانة خاصّة داخل الساحة الفنّية بالمغرب. وإلى اليوم تُطالعنا مجموعة من الأفلام المغربية ذات الحساسية المفطرة تجاه أحداث الواقع.
وحرص مهرجان أجيال في أنْ يكون المغرب ضيف شرف هذه الدولة إلى جانب فلسطين عبر فقرة " إنتاج تجربة من المسافة صفر " التي يتم عبرها عرض مجموعة من الأفلام الفلسطينيّة تصل إلى حوالي 22 فيلماً قصيراً من إنتاج صنّاع أفلام من غزّة. حيث أطلق المشروع المخرج الفلسطيني الشهير رشيد مشهراوي ليُجسّد مشاهد مؤثّرة ولمحات حقيقية من قلب إحدى أكثر البيئات إيلاماً في العالم. إذْ يعرض كلّ مخرج رؤية شخصية عميقة تتناول الصمود، مُقدّماً للمشاهدين نظرة صادقة عن روح غزة المتجذّرة، عبر قصص نسجتها قسوة الظروف، لكنّها مشبعة بالأمل، تتراوح مدّة الأفلام بين ثلاث إلى ست دقائق وتتنوّع بين أنواع مختلفة، كالأفلام الروائية والوثائقية والرسوم المتحرّكة والسينما التجريبية، كاشفة عن مجتمع فنّي نابض بالحياة .