يأتي هذا العمل الجديد استمراراً لتجربته الشعرية التي عمل من خلالها الشاعر منذ ديوانه «فاكهة الليل» على بناء شعرية مغايرة تعطي قيمة أكبر للبعد المعرفي في تشكيل النص الشعري. على هذا الأساس، يعتبر صلاح بوسريف من الوجوه الشعرية الثمانينية التي طالما اجتهدت في بناء شعريتها الخاصة، بحيث أن القارئ يجد نفسه أمام تجربة قائمة الذات لا تحاول أنْ تُقلّد أحد ولا يسمع في صورها ومجازاتها حشرجات الآخر. كما أن مجمل أعماله الشعرية مبنية على وحدة تركيبية تمتح نسغها من المعرفة الكونية ومداراتها.
إلى جانب الشعر يكتب صلاح بوسريف النقد، حيث قدّم فيه دراسات أصيلة ومتنوّعة تتأمّل «القصيدة» وتوسّع من أفق تفكيرها ليصبح النص الشعري بمثابة مختبر نقدي للتفكير في التحولات التي باتت تطبع الشعر المغربي المعاصر وتجعله ممارسة أدبية منسيّة داخل المعاهد والجامعات والمدارس مقارنة بالجنس الرواية الذي يحظى بقيمته داخل المختبرات العلمية.
