يأتي هذا اللقاء بعد فوز كيليطو بالجائزة الكبرى للفرنكفونية، بعد المكانة التي ظلّ يشغلها الباحث داخل الثقافة المغربية. إذْ استطاع كيليطو أنْ يترك بصمته في مجال النقد الأدبي عبر حفره الدؤوب في متون الأدب العربي القديم واكتشاف أشياء مذهلة تتصل بهذا التراث. ولأنّ الناقد مزدوج اللغة فإنّ انتشار مؤلفاته النقدية لم يبق حبيس الثقافة المغربية والعربية، وإنّما اخترق بنية الثقافة الغربية، حيث أصبح عبد الفتاح كيليطو واحداً من النقاد الأكثر قراءة في فرنسا. ناهيك عن كونه أحد النقاد المعاصرين المجددين للنقد الأدبي المُنفتح بقوّة على معارف العلوم الإنسانية والاجتماعية والقادر على توسيع دائرة الممارسة النقدية وجعلها تنفتح على مدارات أخرى من التفكير الأدبي.
يكتب كيليطو الرواية بنفس الشغف الذي يكتب به النقد، فهو يسعى دائماً إلى البحث عن شكل جديد من الكتابة. فعنصر التجديد يبق عاملاً مؤسساً لمختلف كتاباته. وإلى حد اليوم يعتبر كيليطو من الأسماء القليلة التي تسعى إلى تجديد صنعتها النقدية وجعل الخطاب النقدي خطاباً مركّباً لا يقف عند حدود الأعمال الأدبيّة، بقدر ما يغوص عميقاً في بنية هذه النصوص المؤسسة للتراث الأدبي العربي، ويحاول عبر هذه النصوص أنْ يبني شرعية مؤسسة للنقد، تصبح معها الكتابة النقدية وسيلة للتفكير.
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا