اختيار الممثل محمد مفتاح مكرماً بالدورة الرابعة من مهرجان السينما المستقلة، نابعٌ من قناعة فنية حول سيرة رجل يصعب على المرء أنْ يلملم صوره المتعددة ومشاهده المختلفة، بحكم غزارتها وتنوعها بين المسرح والسينما والتلفزيون. لقد استطاع مفتاح أنْ يظل أصيلاً من ناحية الأداء ومنحازاً للفن الملتزم القادر أنْ يقدّم شيئا يعوّل عليه بالنسبة للمتفرج، بحيث لم نرى مفتاح يوماً يؤدي دوراً هزلياً سخيفاً، بل عايناه في عدد من الأفلام العربية الكبيرة التي زادها مفتاح مكانة وتوهّجاً في وجدان المغاربة. تأتي أهمية هذا التكريم في وقتٍ يُستبعد فيه مفتاح من داخل ساحة فنية تتشدّق بالحداثة في حين أنها لم تعُد تقدّم للمشاهد سوى مجموعة من الأعمال التلفزيونية الاستهلاكية التي يغلب عليها البعد الترفيهي من ناحية الكتابة والتخييل.
جدير بالذكر، أنه إلى جانب محمد مفتاح سيُكرّم مهرجان السينما المستقلة بالدارالبيضاء جملة من الوجوه الفنية التي أعطت الشيء الكثير للمشهد الفني المغربي، وعياً من فريق المهرجان بقيمتها الجمالية وأثرها المدهش داخل فسيفساء الصناعة السينمائية بالمغرب.
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا