يشارك في الندوة العلمية مجموعة من النقاد والأكاديميين مثل عتيقة السعدي وأحمد قادم وحسن المودن وحورية الخمليشي وإدريس الخضراوي وعبد الرحمان إكدر وفيصل أبو الطفيل وعبد الفتات شهيد وأمل بنويس وهشام موساوي وعزيز لزرق وعادل عبد اللطيف وعبد الصمد بن شريف ونبيل سليمان. إذْ ستعمل هذه الأسماء النقدية والأكاديمية على تشريح سيرة الأديب ياسين عدنان وإبراز ما تحبل به تجربته الأدبيّة من لذّة على مستوى الكتابة والتخييل. وتأتي قيمة هذه الندوة العلمية في كونها تُنير الطريق للعديد من المختبرات الأخرى داخل الجامعات وذلك من أجل تسليط الضوء على التجارب الأدبيّة المعاصرة، سيما تلك التي تميّزت نصوصها بالعديد من الإبدالات الهامّة والتي تقود الأديب إلى البحث عن عوالم متخيّلة وأشكال جديدة تجعل تجربته تتمتّع ببعضٍ من المغايرة والاختلاف على المستوى الإبداعي.
وتتميّز تجربة صاحب « هوت ماروك » بنزعة مغايرة. ذلك أنّ كتاباته غنية ومتنوّعة وتتوزّع بين الكتابة في الشعر والرحلة والرواية، بما يجعل مؤلفاته تُقدّم رؤية دقيقة حول طبيعة ومفهوم الكتابة الأدبيّة المعاصرة وقُدرتها على تحقيق نوع من الاختراق على مستوى الأجناس الأدبيّة. فالكتابة المعاصرة بهذا العبور الأجناسي، وهو ما يُتيح للأديب إمكانية أنْ يكتب الشعر في الرواية ويستلهم في نفس الوقت بعضاً من تقنيات الرواية داخل الأعمال الشعرية. كما حرص ياسين عدنان في عددٍ من رحلاته على ضخ دماء جديدة في اللغة، بحيث تتوفّر هذه النصوص على لغةٍ شعرية أصيلة يصعب العثور عليها أحياناً داخل نصوص شعرية لكتّاب مغاربة آخرين. فهذا الوعي بقيمة العبور من جنس إلى آخر، يعطي للكتابة فرادتها وقيمتها من الناحية الجماليّة.