ويشارك في اللقاء العلمي المؤلّف والمخرج المسرحي المغربي عبد الكريم برشيد، والدكتور محمد الوادي والدكتور نور الدين الخديري، بقاعة الندوات بمجمع البحث والابتكار – جامعة الحسن الأول سطات من أجل مناقشة واقع المسرح العربي بمُختلف التحدّيات التي تطاله اليوم، وذلك بعد الغبن الذي أصبح يعاني من المسرح العربي وتراجعه اليومي من الكارطوغرافية الفنّية العربيّة، مقارنة بفنون بصريّة أخرى تتألّق يوماً بعد يوم داخل النسيج المجتمعي، بما أصبحت تفرضه من سُلطة على مُستوى الصورة وإثارة النقاش داخل المجتمع عن طريق معارض فوتوغرافية وأفلام سينمائية.
وإذا كان المسرح العربي شهد قفزة نوعية في الحقبة الحديثة، باعتباره فنّاً يجمع مختلف الفنون، فإنّ تراجع اليوم لا يعود إلى أسباب تاريخيّة كما يدّعي البعض، بقدر ما ترجع أساساً إلى غيابه من السياسات الثقافيّة العربيّة التي تتّجه شيئاً فشيئاً إلى دعم فنون الصورة، في وقتٍ تُكسّر فيه بعض التجارب المسرحية الجديدة هذه الصورة، من خلال جعل المسرح يعود إلى الحياة اليومية عن طريق موضوعات جديدة وأشكال مذهلة تُحاكي الواقع ما يشهده من تغيّرات وتحوّلات.
وعلى خلفية هذا التحوّل المعرفي، يأتي اللقاء من أجل مساءلة تراث « المسرح الاحتفالي » في وقتٍ ظهرت فيه أشكال مسرحية معاصرة تنتقد هذا الشكل الاحتفالي، الذي يتعامل مع النصّ المسرحي، باعتباره فرجة وما إذا كان هذا المسرح الاحتفالي مرتبطاً بسياق تاريخي أم أنّ فتنته مازالت قائمة كقالب مسرحي قادرٍ على ابتداع وتوليد أشكال جديدة أكثر تحرّراً من سُلطة التاريخ والترفيه، كما هو الحال في تجارب مسرحية معاصرة تغوص في حرارة الواقع وتستشكل من خلال قضايا جديدة أكثر تعلّقاً بالمواطن العربي وهمومه.