ينتمي الساهل إلى الوجوه الفنّية الجديدة التي برزت على الساحة الفنية في الآونة الأخيرة. فقد برهن المخرج الشاب على قيمته كمُخرج شاب قادرٍ على تجديد الصنعة المسرحية والدفع بها صوب مناخات مغايرة يغدو فيها العمل المسرحي مختبراً للتفكير في قضايا وإشكالات ذات صلة بالواقع المغربي. لقد استطاع الساهل أنْ يُلفت إليه انتباه النقاد والباحثين والفنانين إلى موهبته الفنية التي جعلته من أهم الوجوه المسرحية الجديدة التي تُقدّم مسرحاً مغايراً وعالماً بتحوّلاته. والحق أنّ إيمان المخرج بمفهوم الحداثة جعل مسرحياته تنتمي إلى أفق المسرح المعاصر، باعتباره مسرحاً مُركّباً لا يتماشى مع مسرح الصالونات، وإنّما مسرحٌ يُفكّر وينتقد ويرصد ويُحلّل ويُهدم ويعمل على إعادة بناء واقع متخيّل جديد.
وتحرص أيام قرطاج المسرحية أنْ تتجاوز كونها مجرّد مهرجان إلى أن تصبح مختبراً فنياً حقيقياً يجمع العديد من التجارب المسرحية الجديدة ويُحقّق بينها نوعاً من المثاقفة التلقائية التي تتم بين مختلف التجارب المسرحية. وفي هذا الأمر، ما يستحقّ الانتباه، فعلى مدار سنوات طويلة ظلّ مهرجان قرطاج يُمثّل أفقاً مسرحياً لجملة من الوجوه الفنية، حيث عملت على إبراز ما تنضح به من أداء وما تتمتّع من سحر على مستوى الكتابة والتآلف مع مختلف العناصر الأخرى. وقد سبق للمخرج أمين الساهل أنْ فاز بالعديد من الجوائز الوطنية والعربية التي توجته مخرجاً جديداً قادراً على اختراق المسرح التقليدي، صوب البحث عن مسرح جديد أكثر تعلّقاً بالواقع.