كتاب جديد.. رحال بوبريك يُفكّك قضية الصحراء في جذور الصناعة الاستعمارية

المترجم المغربي محمّد الجرطي مُترجماً المفكّر الفرنسي بيير ماشيري

كُتب

في 21/11/2024 على الساعة 08:00, تحديث بتاريخ 21/11/2024 على الساعة 08:00

بعدما أصدر المؤرّخ ومدير المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب رحال بوبريك كتابه حول «قضية الصحراء.. جذور صناعة استعمارية» باللغة الفرنسية، تلتها في سنواتٍ قليلة طبعة عربية (منشورات دار الفاصلة) وأخرى إسبانية، وعياً منه بقيمة هذا الكتاب ومركزيته في تقديم سرديّة وطنية حوا تاريخ الصحراء المغربية من منظور معرفي بعيدٍ كلّ البُعد عن الدراسات القانونية ونظيرتها السياسيّة.

في تعريفه لهذا يقول أستاذ الأنثروبولوجيا التاريخية بأنّ كتابه هذا « ليس بحثاً إضافياً عن الجانب القانوني ـ السياسي أو التاريخي لإضفاء الشرعية على مغربيّة الصحراء، بل نهدف من خلاله تتبّع سيرورة إنشاء إقليم ثم شعب من لدن القوتين الاستعماريتين: فرنسا ثم إسبانيا عبر مسار دام قرناً تقريباً(1884ـ 1975) » وحسب بوبريك فإنّ تسمية " الصحراء الغربية هي صناعة استعمارية من لدن أشخاص من خارج هذا الفضاء، بينما تستخدم القبائل الصحراوية، أسماء مرتبطة بأشكال التضاريس والمشاهد الطبيعية من الصحراء وبشكل يُناسب مجالها الترحالي(تراب القبيلة) ».

ففي نظر المؤرخ «ظهر مصلطح الصحراء الغربية مع الاستعمار للإشارة إلى الجزء الشمكال الغربي بأكمله من الصحراء، وذلك لتمييزه عن الصحراء الوسطى والشرقية(الصحراء الكبرى) وكان أوّل ظهور لهذا المصطلح في كتابات المستكشفين والرحالة الأوروبيين، خاصّة إبان القرن التاسع عشر، ثم تم تداوله في تقارير الضباط والإداريين الفرنسيين العاملين في المنطقة الواقعة بين السنغال وجنوب المغرب. وتمتد الصحراء الغربية في الكتابات الفرنسية حينئذ، من نهر السنغال إلى واد نون في جنوب المغرب، واستمر هذا التمثل للمجال عقوداً، بعد فترةٍ طويلة من احتلال المنطقة. أمّا إسبانيا فقد استخدمت مصطلح الصحراء الإسبانية، لفصل الإقليم عن المناطق الصحراوية المجاورة الأخرى».

يحرص بوبريك في كتابه الجديد هذا على إعطاء الاعتبار لمفهوم التاريخ الذي يُتيح له إمكانية فهم المحطّات التي مرّ منها الموضوع منذ تشكّله أوّل مرة في ذهنية الاستعمار. إذْ يرى أنّ تسمية الصحراء الغربية أطلقت في الأدبيات الاستعمارية «منذ الأربعينيات من القرن العشرين، عموماً على الساقية الحمراء ووادي الذهب. وتم تكريس المصطلح في نهاية الخمسينيات، لا سيما في بداية الستينيات، ليتم اعتماده من لدن الأمم المتحدة والهيئات الدولية منذ ذلك الحين، ثم حصره إقليمياً في جزء من شمال غرب الصحراء، ليقتصر على المنطقة الواقعة جنوب طرفاية، بما في ذلك الساقية الحمراء. لينتهي المسار الطويل للشروع الاستعماري في حقبة ما بعد الاستقلال إلى خلق ما يُسمّى الشعب الصحراوي في أ{ض الصحراء الغربية».

تحرير من طرف أشرف الحساني
في 21/11/2024 على الساعة 08:00, تحديث بتاريخ 21/11/2024 على الساعة 08:00