تأتي قيمة هذه الفضاءات الثقافية، كانعكاس حقيقي لما باتت تشهده الساحة الثقافية المغربيّة اليوم من تحوّلات، ذلك إنّ قيمتها تظلّ كبيرة بالنسبة للشباب، حيث تُعدّ بمثابة مختبرات حقيقية لمختلف أشكال التعبيرات الفنية والممارسات الثقافية، خاصّة وأنّ دور الشباب والمراكز الثقافية أثبتت منذ نهاية السبعينيات عن مدى فعاليتها في تحقيق مضهة ثقافية وحراك فني لا مثال داخل الساحة الثقافة المغربيّة. لذلك فإنّ بناء وإحياء ثقافة الفضاءات العمومية المتصلة بالشأن الثقافي من شأنها أنْ تعيد الاعتبار للممارسات الثقافية والفنية التي يبدعها الشباب المغربي في زمن أصبح يفرض علينا ضرورة تحيين فكرنا وترشيد رؤيتنا من أجل التفكير في الواقع الثقافي وبكل ما يشهده من تحوّلات ذات صلة بالثقافة الفن في المغرب.
حرص بنسعيد على تدشين مجموعة من الفضاءات مثل دار الثقافة في بركان ومعهد الموسيقى في الداخلة ومركز ثقافي في مراكش ومكتبة جهوية في وجدة ومركز ثقافي في شيشاوة ومركز استقبال في وجدة ودار الشباب ومركز التكوين النسوي في وجدة ومركز سوسيو رياضي للقرب في تزنيت ودار الشباب المسيرة في العيون ودار الشباب المرسى في طرفاية. هي مراكز ثقافية تستهدف فئة الشباب وتدعوهم إلى الانخراط في الشأن الثقافي، سواء عبر مسرحيات أو عروض أفلام أو لقاءات ثقافية تنمي وعي المواطنين وتجعلهم يعيدون التفكير في الرأسمال الرمزي وقيمته ومكانته وما يمكن أنْ يلعبه من دور فعّال داخل الحياة العامة.



