تأتي أهمية عناب في كونها ناقدة وأكاديمية لها إسهامات كبيرة في مجال البحث والكتابة. بل استطاعت عناب عبر جملة من المقالات والدراسات والمؤلّفات أنْ تضع بصمتها من ناحية الكتابة، سواء كتاباتها حول مسألة التلقي وقيمته بين الأدب والفنّ أو من ناحية تقديم القراءات النقدية في عدد من الأفلام بها تُضيء معالمها وجمالياتها. وقد اعتبر عدد من الممثلين والنقاد والمخرجين بأنّ اختيار صاحبة « من يذهب أكثر إلى السينما؟ » كان مُستحقاً ويُضمر في طيّاته سياسة الانفتاح على الوجوه الجديدة التي باتت تُميّز المركز السينمائي ورغبته القوية في خلق بيئة سينمائية تلائم التحولات الجمالية التي تطبع الفن السابع في المغرب.
تتميّز تجربة عناب في كونها أكاديمية تُدرّس السينما، لكنْ في نفس الوقت تُخرج أفلاماً وثائقية. ذلك إنّ فيلمها الأخير « بيت الحجبة » التي عُرض السنة الفارطة بالمهرجان الوطني خلقاً جدلاً فنياً وأبان عن الإمكانات الجمالية التي تحبل بها امرأة قادمة من البحث الأكاديمي. وإلى حد اليوم ما يزال الفيلم أحد أبرز الأفلام التي تركت أثرها على وجدان المُشاهد، خاصّة وأنّه يتناول في موضوعه آلة السنتير والتعامل معها على أساس أنّها كائنٌ حيّ يحتاج إلى الرعاية والاهتمام.