ويأتي عرض هذا الفيلم بعد النجاح الكبير الذي حققه في مهرجانات عالمية استطاع فيها أنْ يحظى بقيمة رمزية كبيرة من لدن النقاد وذلك لتمثيل المغرب في الخارج وإعطاء إشعاع كبير للمغرب وقيمته كبلدٍ يعرف تحولات جمّة في القطاع السينمائي. وقد رافق مشاركة علوي في مهرجان مراكش ضمن فقرة « عروض خاصّة » جدلاً كبيراً بقيمة تجربتها الواعدة وقدرتها منذ فيلمها القصير الأوّل « لا يهم إنْ نفقت البهائم » الذي حظي بتتويج خاصّ بمهرجان ساندانس العالمي فلفتت عبر هذا الشريط القصير أنظار العالم إلى موهبتا السينمائية. وحرصت المخرجة في فيلمها الثاني « أنيماليا » أنْ تؤسس لنفسها مشروعاً بصرياً بستلهم البعد العجائبي لتأسيس شعرية الصورة السينمائية. وتمكّنت المخرجة عبر هذا الفيلم أنْ تجذب المشاهدين إلى عملها السينمائي وتبني معهم أواصر صداقة قوامها المتعة والابتكار.
تتميّز أفلام علوي بقُدرة هائلة على التجريب السينمائي، وفق طريقة مختلفة من التعبير البصري الذي يُتيح لها إمكانات مُذهلة للتعبير. وتشتغل علوي في أفلامها على أنماط فيلمية متنوّعة تمزجها بطريقة مُركّبة، بما يجعل الصورة مختلفة. وهذا في حدّ ذاته يُشكلّ إحدى نقط قوّة المخرجة وإمكاناتها البصريّة. وتحرص صاحبة « أنيماليا » من خلال هذا الميسم البصري على تنويع لقطاتها ومَشاهدها، لكنّ خطّية الحكاية تبقى على حالها. تبدأ بشكل مضطرب على مُستوى السرد، دون أنْ تعطي للمُشاهد أيّ إمكانية لخلق نوع من الحدس عما يُمكن أنْ يقع، فتكون المَشاهد السينمائية اللاحقة بمثابة مفاجئة بالنسبة للمُتفرّج. هذا النّمط من التصوير واللعب على حدّة السرد، يُطالعنا في السينما الآسيوية المُهتمّة بعناصر الطبيعة في علاقتها بالجسد البشري.