- في نظرك ما القيمة الثقافية اليوم التي يمكن أنْ يكتسبها اتحاد كتاب المغرب بعد كل هذا الجمود؟
طبعا لا يمكن إنكار الضرر البالغ، الذي أصاب اتحاد كتاب المغرب بسبب هذا الوضع الصعب، الذي يمر منه، مما أدى إلى جمود كبير، أثر على ممارسته لأدواره الثقافية، التي اعتاد القيام بها، وبالفعل هناك رأي يذهب إلى أنّ الاتحاد فقد القدرة على العودة إلى عنفوانه السابق، لأن الضرر بالغ جدا، لكن يبقى الأمل يطل علينا من بين كثافة الغيوم التي تحيط به، فهناك كذلك من يعتقد أنها مجرد كبوة سيتعافى منها الاتحاد بعد حين، إذا استطاع تجاوز هذا الوضع الصعب، الذي لا يروق لأي إنسان يحب الخير للثقافة وللوطن، ونحن من المتشبثين بالأمل، ونسعى جاهدين إلى بعث الاتحاد من رماده، لأننا نؤمن بأنه يستطيع أن يستعيد دوره الطلائعي في الترويج لقيم الحداثة والديمقراطية والفكر الحر.
-بعد فشل المؤتمر الأخير، ما الذي تخططون اليه كأعضاء ثم كمكتب مسير؟
للأسف التجأ الأخ الرئيس المنتهية ولايته هو معلوم إلى القضاء لعرقلة انعقاد المؤتمر الاستثنائي، الذي كان الهدف الرئيسي منه هو تجديد الهياكل عبر الانتخابات، التي أعلن عن مكانها وزمانها، جهارا نهارا، وكان من الممكن أن يحضر ويدافع عن رأيه، ويقنع المؤتمرين بشخصه إن كان ما زال يرغب في الاستمرار في الرئاسة لعقد آخر من الزمان.
طبعا واستمرار في محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه استأنف المكتب التنفيذي هذا الحكم الذي اعتبروه غير منصف، لأنه لم يأخذ بعين الاعتبار تاريخ هذه المنظمة الثقافية ودورها الكبير بعين الاعتبار، وأن هدف الداعين إلى المؤتمر الاستثنائي هو انقاذ مؤسسة ثقافية، يعتبر ضياعها خسارة كبيرة للثقافة وللوطن.
-هل تعتقد ان نجاح المؤتمر وتجديد مكتبه سيقود الاتحاد إلى اجتراح صفحة جديدة في تاريخ وممارساته الثقافية؟
طبعا هذا ما أتمناه، أن يتجدد المكتب وينتخب رئيسا جديدا، يأتي بأفكار جديدة وبطريقة في التسيير مختلفة تعتمد على إشراك الجميع في اتخاذ القرارات، وعلى التخليق، وعلى الوفاء للتاريخ المشرق للاتحاد، الذي مر منه كتاب كبار صنعوا مجده وشرفوا الوطن داخليا وخارجيا.
اتمنى صادقا ان تطوى هذه الصفحة، التي لا تشرف أحدا، ولن يحدث ذلك إلا باحتكام الأخ العلام الرئيس المنتهية ولايته منذ 2015 إلى العقل والمنطق، فلقد قضى في الرئاسة أكثر من 13 سنة، وقبلها مدة طويلة كأمين للمال، أظن أن الوقت قد حان ليترك الاتحاد للأجيال الجديدة، فينسحب وننسحب معه، ونترك بيتنا الرمزي كما تسلمناه قويا ومعافى، حتى لا يسجل التاريخ أننا نكرس ما انتقدناه وننتقده، خاصة في ما يتعلق بالديكتاتورية وحب الكرسي والتشبث به، بدل التشبت بالمبادئ والعمق الثقافي، الذي من المفترض أننا مقتنعون به ويحكم تصرفاتنا سواء في الاتحاد أو في غيره من تصريف شؤوننا داخل المجتمع.