ومن أبرز فعاليات العام الثقافي قطر المغرب الذي أعطت انطلاقته الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، شهر فبراير الجاري، استكشاف التقاليد المشتركة بين البلدين، في الفنون والحرف اليدوية، من خلال برامج الإقامة الحرفية وورشات العمل المقدمة للجمهور في كلا البلدين.
وفي هذا الإطار، زار عدد من المصممين القطريين المغرب، لاستكشاف التقاليد المغربية والاستفادة من خبرة الحرفيين في الصناعة التقليدية، من خزف، زليج، النقش على الخشب، الطين، النحت، النسيج، الجلد... وغيرها من الصناعات اليدوية. وبدورهم حل مصممون مغاربة بالعاصمة القطرية الدوحة للتعرف على التقاليد القطرية وتقاسم الخبرة مع الصناع التقليديين ولتقديم ورشات عمل للجمهور وسط جاليري ليوان، التي كانت في الأمس القريب مدرسة.
وفي هذا السياق، قالت غادة الخاطر، وهي فنانة قطرية، مشرفة على السنة الثقافية قطر المغرب، إن برنامج التبادل الثقافي الذي أطلقته متاحف قطر منذ أزيد من عشر سنوات، لا يقف على الفن فقط،بل يشمل عدة مجالات.
وأوضحت المتحدثة في تصريح لLe360 ، بأنه وفي إطار برنامج التبادل الثقافي بين قطر والمملكة المغربية، تم اختيار فنانين ومصممين، من كل دولة للمشاركة في برنامج الإقامة الحرفية، الذي يهدف إلى جعل مصممي كل بلد يكتشفون ثقافات البلد الآخر عن قرب.
وأشارت إلى أن المشاركة التي تتم بين البلدين لا تتوقف عند سنة الاحتفال فقط، بل تستمر لأن الهدف من البرنامج, ربط الدولتين والفنانيين والشركات والمنصات لتستمر الشراكة.
ومن جانبه عبر عبد الرحمان المفتاح وهو واحد من المصممين القطريين الذين زارو المغرب في إطار البرنامج، (عبر) عن سعادته بزيارة المغرب وتحديدا مدن فاس مراكش الدار البيضا والرباط، حيث قام بالاطلاع عن قرب على الثقافة المغربية والصناعات التقليدية، وهي التجربة التي أفادته كثيرا.
وكذلك هو الحال بالنسبة للمصممين المغاربة الذين التقيناهم بليوان. حيث قالت سارة أوحدو وهي مصممة مغربية فرنسية، قدمت إلى قطر من أجل المشاركة في برنامج التبادل الثقافي رفقة زملائها بالدوحة، (قالت) إنها جد سعيدة بهذه التجربة.
وأشارت المصممة إلى أن هذا البرنامج سيتيح لها الفرصة لتقاسم تجربتها في الصناعة التقليدية مع زملائها هناك وكذا لاكتشاف الثقافة القطرية.
ليوان.. من مدرسة إلى جاليري
وسط المبنى الذي كان يضم في خمسينيات القرن الماضي أول مدرسة للبنات في قطر، رأى ليوان النور، وهو استديوهات ومختبرات للتصميم، ليصبح واحدا من أبرز المعالم التاريخية في العاصمة القطرية الدوحة.
ووفق معلومات استقيناها من المشرفين على ليوان، فقد تأسست مدرسة بنات الدوحة أو أم المؤمنين الابتدائية، على يد المعلمة آمنة محمود الجيدة في أواخر خمسينيات القرن الماضي، وفي السنوات التي تلتها، شهدت قطر نموا سريعا في المؤسسات التعليمية تحت قيادة الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني أول وزير للتعليم في قطر، حيث قاد تغييرات غير مسبوقة في سبيل تقدم التعليم.
وبعد خمسة عقود تركت فيها إرثا أكاديميا وتربويا وتنويريا للمجتمع بأكمله، أغلقت المدرسة أبوابها عام 2005، قبل أن تقرر مؤسسة متاحف قطر إعادة إحياء هذه المعلمة التاريخية، والحفاظ عليها، لتنطلق سنة 2019 أعمال ترميم المبنى مع احتفاظه بالعناصر المعمارية والتصميمات الأصلية إلى جانب مجموعة صغيرة من الأدوات والوسائط التعليمية التي كانت متواجدة في المدرسة.
وحسب المسؤولين، يعد حفظ هذه المؤسسة التاريخية التي تشيد بتاريخ قطر المعماري والاجتماعي والتعليمي، أمرًا أساسيًا تتمحور عليه مهمة ليوان.