يعتبر محمد الشوبي أحد أهم الممثلين المغاربة، الذين ذاع صيتهم مشرقا ومغربا بأسلوبه النضالي في الدفاع عن القضايا الفنية والدخول في مساجلات مع الرأي العام المغربي في مواضيع مختلفة تمس جملة من التحولات السياسية والاجتماعية والثقافية، انطلاقا من رصيد ثقافي غني استطاع من خلاله أن يكون مثقفا عضويا ملتحما بالتحولات العميقة، التي طالت المجتمع المغربي، وهي تحولات حرص محمد الشوبي على التصدي لها بموضوعية من جهته كمثقف وفنان، فمن منا، لا يحب مشاهدة الممثل المغربي محمد الشوبي يجسد إحدى أدواره الفنية الكوميدية ببراعة قل نظيرها في المشهد الفني المغربي.
فنان ومناضل متمرس اختار لنفسه الطريق الصعب في أن يكون لسان حال المقهورين والمنهوكين من أبناء الشعب المغربي.
وحين شاهدنا فيلم المخرج كمال كمال « السمفونية المغربية » الذي جسد الشوبي إحدى أدواره ببراعة، وهو دور كاتب ومثقف صحفي، أدركت أن الرجل يمارس الكتابة إلى جانب التمثيل، وهو ما سنكتشفه بعد سنوات حين أصدر محمد الشوبي باكورته القصصية الأولى « ملحمة الليل » التي كانت نتيجة تراكم طويل في مجال الكتابة.
رحيل محمد الشوبي خسارة كبيرة لمشهد فني يتراجع يوماً بعد يوم، على هذا الأساس، سيظل الشوبي واحداً من الأسماء الفنية التي تنطبع بها التجربة المغربية في مجال الإبداع السينمائي بقوة حضوره ومكانته الرمزية، انطلاقاً مما يحمله من رصيد ثقافي كبير يساعده على فهم شخصياته والتوغل في بنيتها النفسية لتقديم كل ما هو جميل على مستوى الأداء.



