يومية الأخبار في عدد نهاية الأسبوع، اقتفت آثار نجوم الغناء المغاربة المعتزلين، ورصدت الوضعية التي يعيشونها بعيدا عن أضواء الفن.
بدأت الجريدة الملف باسم بارز هو عزيزة جلال، أيقونة الطرب الأصيل كما وصفتها الجريدة، وعادت إلى مسارها عندما أصبحت شهرتها تضاهي شهرة فنانات كبار كوردة ونجاة الصغيرة وغيرهما، وأعجب بها الجميع لاحترامها الشديد لفنها، وتضيف الجريدة أن مشوار عزيزة انتهى بعدما قررت تطليق الفن والاختفاء عن الأنظار، بعد زواجها من رجل أعمال سعودي فقررت الاهتمام بأسرتها وبيتها.
الملف تطرق أيضا إلى عبد الهادي بلخياط الذي انتقل من العود والغناء إلى الاعتكاف بمسجد النور، حيث عادت الجريدة للحديث عن الفترة التي قضاها بلخياط بالقاهرة في منتصف ستينات القرن الماضي، بعدها قرر اعتزال الفن لفترة غير طويلة تفرغ خلالها للواجبات الدينية والآذان في المساجد الآسيوية في باكستان والهند وبانغلاديش، ومؤخرا قرر مطرب الزمن الجميل اعتزال الفن بصفة نهائية وانضم إلى جماعة الدعوة والتبليغ إلى الله، حيث صرح أنه نذر ما تبقى من حياته وجهده للعمل الديني وتقديم أدعية دينية دون استعمال أدوات موسيقية.
وعلى نفس النهج، سار الفنان الشعبي السابق جدوان الذي انتقل من مطرب أعراس إلى منشد وداعية ديني يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، بعدما كان اعتزل الغناء وهو في أوج شهرته، ليقرر أداء مناسك الحج والاهتمام بحفظ القرآن وترتيله.
كما تطرق الملف إلى الاعتزال الاضطراري لحميد الزاهير، الذي كان من الفنانين الذين أتيح لهم الغناء في البلاط الملكي إلى أن منعه المرض من الاستمرار في إمتاع عشاقه، وجاء اعتزاله الغناء مباشرة بعد إجرائه عملية جراحية في عموده الفقري.
وعادت الجريدة لتذكر بمسار العديد من الفنانين المعتزلين كمجموعة الثلاثي أمنا، وبهيجة إدريس، وفاطمة مقدادي، ثم أخيرا عبد السلام الخلوفي.
فنانون يحتضرون
إذا كان الاعتزال قد أجبر العديد من الفنانين على الغياب عن الساحة الفنية، فآخرون يصرون على المواصلة رغم أن الفاقة والحاجة جعلتهم يحتضرون وهم في عز مسارهم.
هي مناسبة لتذكر بعض الفنانين الذين لا يتم تذكرهم إلا عندما يدنو منهم شبح الموت، ففي أقل من عام قضى نحبه العديد من الفنانين كمحمد مجد، ومحمد بنبراهيم، ومحمد مضياف، فيما البعض الآخر خذلته عوائد الزمن منهم من تحول إلى مزاولة مهن بائسة، ومنهن من تحولت إلى خادمة بيوت، وآخر الأسماء التي تحتضر نعيمة بوحمالة التي ترقد حاليا في إحدى مصحات الدار البيضاء، بسبب مرض القلب الذي ألم بها، والسؤال الكلاسيكي الذي يتكرر في هكذا مناسبة، هو دور وزارة الثقافة في حفظ ماء وجه هؤلاء الفناينين وتكريمهم على الأقل ماداموا أحياء... لا يرزقون.