يرى جامع بيضا أنّ الأرشيف ليس مجرّد مادة فولكلورية ذات علاقة بالماضي، وإنّما هو عبارة عن مادة تتطلّع بعنفوان صوب الحداثة. فما يصنع هويات الشعوب ليس فقط تاريخها وتراثها، وإنّما طريقة تدبيرها وصيانتها لهذا الأرشيف. لهذا عيّن الملك محمد السادس المؤرّخ جامع بيضا على رأس هذه المؤسّسة من أجل وضع خطّة بديلة لهذا الأرشيف. سيما فيما يتعلّق بطرق تدبيره وصيانته وترميمه. ومنذ ذلك الوقت عمل بيضا على تقديم رؤية خاصّة بهذا الأرشيف والتعريف من خلال ندوات ولقاءات، إلى جانب إصدار مؤلّفات متخصّصة تُعنى بمفهوم الأرشيف.
يقول جامع بيضا «المؤسسة تقوم بإعطاء تعليمات لجميع قطاعات الدولة المغربية في كيفية تدبير أرشيفها، وقد أصدرنا في ذلك كتيباً أخذ منا وقتاً طويلاً اسمه الدليل المرجعي للأرشيف العمومي. وقد صدر مرسوم من الوزارة الاولى يُلزم القطاعات العمومية بتطبيقه».
فالأرشيف في نظره هو الوحيد الذي يضمن ربط «المسؤولية بالمحاسبة لأنّ «الأرشيف ضمان الشفافية». أما طريقة التعريف بهذا الأرشيف فهي متعددة وغالباً ما ترتكز على الإعلام فبحكم احتكاك المؤسسة مع القطاع الإعلامي، فإنّ غالباً ما يتم اللجوء إلى الوسائط الإعلامية للتعريف بالأرشيف عن طريق تصريحات وندوات ولقاءات تُعرّف بالمشاريع الثقافيّة التي تشتغل عليها المؤسّسة.