تأتي قيمة الكتاب في كونه يتطرق لسيرة محمد برادة النقدية من خلال ما كتبه عن الناقد المصري الشهير. محمد مندور، بحكم ما تميّزت به الكتابة النقدية عند برادة، باعتباره واحداً من النقاد الذين تميّزت نصوصهم بإبدالات هامة عل مستوى الكتابة، ذلك إن تجربته تتجاوز مفهوم النقدي الكلاسيكي، صوب نمطٍ نقدي يقترب في تشكلاته من الفكر. واستطاعت كتابات محمد برادة أنْ تنسج لها علاقة خاصة مع القراء والباحثين في مجال النقد الروائي عبر دراسات نقدية مؤثرة، ما تزال تُنجز حولها مؤلفات ودراسات لها قيمتها وأهميتها داخل للبحث العلمي. وإلى جانب اهتمامه بالنقد عُرف برادة بتجديده داخل الكتابة الروائية عبر مساهمات روائية غزيرة ونافذة تأخذ على عاتقها عملية تجديد الشكل الروائي والبحث له عن آفاق رحبة بها يضمن استمراره ومكانته داخل الأجناس الأدبيّة.
تقول الباحث في كتابها «إن الغاية من هذا الكتاب، تكمن في الوقوف على كيفية تعامل الخطاب النقدي الحديث مع المصطلح النقدي سواء لحظة ابتكار المصطلح وتوليده وإجرائه، أو لحظة استقدامه من ثقافات أخرى قصد الاهتداء به في مقاربة النصوص، مثلما نجد عند محمد برادة في كتابه محمد مندور وتنظير النقد العربي، فهي مصطلحات نقدية استقاها من ثقافات مغايرة بفعل عامل المثاقفة. وهذا لأن كل نص خطابي يحتاج إلى وضع مصطلحات خاصة به، فعن طريق استيعاب القارئ للدلالات التي تحملها هذه المصطلحات، يكون في مقدوره الوصول إلى معنى النص المعبر عنه في قالب لغوي يتضمن مصطلحات محددة».



