يعد بن الوليد من الأسماء الثقافيّة الهامة التي تعمل بين الفينة والأخرى على تزويد المكتبة بمؤلفات جديدة أكثر تعلقاً بالتحولات الفكرية التي تطال الثقافة المغربية، بما جعله في السنوات الأخيرة، يطالعنا بسلسلة من المؤلفات النوعية التي تحفر في قضايا وإشكالات لا مفكّر فيها داخل الثقافة المغربيّة.
وحرص بن الوليد من خلال مؤلفاته حول المثقف والثقافة الشعبية وإدوارد سعيد وفاطمة المرنيسي والموسيقى، على التفكير خارج البعد المركزي الذي يطبع الثقافة المغربية، إذْ يسعى دائماً إلى التفكير في هذه الثقافة من خلال مفهوم الهامش وجعله أفقاً للتفكير في مجمل القضايا التي تشهدها الثقافة المغربية المعاصرة. لقد عمل بن الوليد على تقديم متون نقدية عالمة لها ما يميّزها داخل الساحة الثقافيّة لكونها تعنى بقضايا هامة وبسياقات محورية وعدّة مفاهيمية تحفر مجراها عميقاً في بنية الثقافة المغربية.
يقول بن الوليد «حتى إن كان هذا الكتاب وللتوضيح النظري والمنهجي، ينتظم ضمن المركزية الثقافية الغربية الرأسمالية المتأخرة، فإنّه لا يخلو من إشارات إلى الثقافة الشعبية في العالم العربي، وتبدو، في سياق هذا العالم الأخير، الهيمنة ـ أكثر ـ للنظرة التي تقترن الثقافة بثقافة العوام والرعاع والسوقة والمستودع البشري، في مقابل ثقافة النخبة والأقلية المبدعة والمثقفة. ويظهر أن ما قدمه النقد الثقافي دونما وقوع في الإسقاط الذاتي أو لوثة مجاراة الآخر، يسمح بإعادة النظر في الثقافة الشعبية في عالمنا العربي تكويناً وانتشاراً وتداولاً. كما يسمح بنظرة مغايرة لما طاول الفن العربي المعاصر من تحوّلات على مستوى الخروج من دائرة الطقس الثقافي والجمالي نحو آفاق الإنتاج والتوزيع والاستهلاك».




