شهد العرض الأول الذي يدخل ضمن برنامج خاصّ يستعيد فيه المهرجان التجربة السينمائية عند فوزي بنسعيدي، حضور العديد من الأسماء الثقافية والشخصيات الفنية من عالم التلفزيون والسينما. ويعتبر هذا الفيلم الذي صدر عام 2003 أحد أبرز الأفلام في سيرة بنسعيدي وقدرته على التأثير بشكل غير مباشر في تجربة بنسعيدي. ويحكي هذا الفيلم الذي سب له الفوز بجائزة الشباب بمهرجان كان السينمائي، قصّة أمينة تذهب رفقة ابنها إلى منزل والد زوجها بإحدى قرى جبال الأطلس بعدما تم اعتقال زوجها لأسباب سياسية. ويحظى هذا الفيلم بأهمية بارزة لكونه يترك انطباعاً جمالياً حول الذائقة الفنية عند بنسعيدي، كما يُضمر في صُوَره مدى تمثّله للتاريخ السياسي ورهانه على استحضار صفحات غابرة من هذا التاريخ وفق نمطٍ حكائي يُتيح له استخدام السينما للتعبير وإدانة الواقع.
ويمتلك بنسعيدي مكانة خاصّة في وجدان المتفرج المغربي، ذلك إنّ أفلامه تنقله إلى عوالم تخييلية مبتكرة. ويحرص صاحب «الحائط» في كل فيلمٍ له أنْ يكون هناك بعضاً من الفيلم الذي سبقه بطريقة تبدو أفلامه وكأنّه يجمع بينها خيطٌ ناظم يُظلّل سيرته وتجربته. فإلى جانب تجربته مع الفيلم الطويل، يحرص بنسعيدي على أنْ كتابة أفلامٍ قصيرة يغلب عليها البعد التجريبي الذي يجعلها أشبه بمختبرٍ بصريّ قادر على إنتاج الأفكار وتخييل السير والقصص والحكايات.