وحسب بيان الندوة « تتمتّع بلاد السراغنة ـ زمران بعدّة مقوّمات طبيعية وتاريخية غنية، من أبرزها موقعها الجغرافي القريب من العاصمة العتيقة أغمات، كما تزخر المنطقة بشبكة مائية مهمة تشمل وادي غدات والوادي الأخضر ووادي تساوت، وهو ما أضفى عليها طابعاً بيئياً خصباً ومتعدد الموارد.
وقد أسهم هذا المعطى الطبيعي، خاصة عبر انتشار السواقي التقليدية كالساقية اليعقوبية والسلطانية والحطابية في ازدهار الحياة الاقتصادية، مما أفرز تنظيمات معقدة ومستمرة بين الإنسان والمجال. جعلت هذه الخصوصيات من قبيلة السراغنة وحدة اجتماعية واقتصادية محورية، اضطلعت بأدوار حاسمة في ضبط المجال وتدبير الموارد وتأمين الطرق، لا سيما المحور الرابط بين فاس ومراكش، وقد شهدت منطقة السراغنة تحولات كبرى عبر التاريخ، تجسدت في تشييد القصبات وتبلور زعامات محلية ونشوء علاقات مع الدولة المركزية.
كما شكلت قبيلة السراغنة «فضاءً حيوياً للمقاومة المسلحة ورافداً من روافد الذاكرة الدينية والعلمية، من خلال الزوايا ومؤسسات التعليم العتيق والعلماء والصلحاء الذين أنجبتهم المنطقة. أما في الزمن اراهن، فلا تزال بلاد السراغنة تحمل ملامح تراثية وسوسيواقتصادية واعدة، خاصة بجماعة سيدي عيسى بن سليمان التي تحتضن معالم أثرية وسواقي تاريخية كبرى، من بينها بداية الساقية اليعقوبية التي أنشأها الخليفة الموحدي يعقوب المنصور في أضخم مشروع سقوي بالغرب الإسلامي الوسيط».
أما عن الموضوعات التي سيشارك فيها الباحثون فإنها ستدور في مجملها حول الفلاحة والتجارة والرعي والصناعات التقليدية ووثائق السواقي والمسقاة والزيت والزيتون في الاقتصاد المحلي والفروسية والأعراس والعادات والتقاليد والمجاعات والأوبئة والهجرة والغذاء وتقاليد المائدة. ثم محاور ذات صلة بالتاريخ الديني والعلمي مثل التعليم العتيق والزوايا والمدارس والعلماء والصلحاء والتعايش الديني، هذا بالإضافة إلى الجانب السياسي المرتبك بالفعل الحزبي والمدني والحقوقي بالمنطقة، فضلاً عن أدوار المرأة في النسيج الاجتماعي السرغيني.




