ويُعدّ النصّ ثالث نص رحلي للكاتب أحمد الدحرشي بعد نصيه « مشاهدتي من رحلتي إلى البيرو » (2016) و »رحلة خاطفة إلى سويسرا »(2021)، ويستعيد أحمد الدحرشي في هذا النص تجربة سفره إلى البيرو والإكواردور ما بين 9 و30 شتنبر 2019. يساهم في هذا اللقاء الأستاذان سليمان الطالي ومحمد الوردي، بينما سيسيّر أشغاله الأستاذ عبد المجيد البوزيدي. وتأتي قيمة هذا اللقاء من كونه يُسلّط الضوء على تجربة فردية للكتاب، انطلاقاً من رحلاته. إذْ تكشف هذه الرحلات قيمة علمية تُساهم في تغذية لاشعور القارئ تجاه بلدٍ ما. ويرحص كتّاب أدب الرحلة على مزج الشخصي بالحميمي والعلمي بالتاريخي، لتنتظم الكتابة وفق قاعدة أدبيّة أصيلة، تُعطي لذا الجنس الأدبي خصوصياته ومميّزاته داخل الأدب المغربي المعاصر.
جدير بالذكر أنّ الكتاب ينتمي إلى أدب الرحلة، باعتباره نمطاً أدبياً لم يأخذ حقّه من ناحية الدراسات التاريخيّة. بحيث أنّ أغلب الدراسات خاصّة بالأدب العربي، ما يُفسّر طبيعة النظرة التي يخصّ بها الباحثون هذا النمط المعرفي. ذلك إنّ الرحلات التي امتدّت على طول الفترة الوسيطية ونظيرتها الحديثة، يُمكن اعتبارها وثيقة تاريخية تُسعف المؤرّخ على الكتابة والتفكير. أمّا كتاب أحمد الدحرشي، فإنّه سينقل القارئ صوب مناخات استيهامية جديدة تجعل المتلقّي يرسم صورة جديدة للبلد في ذهنه قبل الارتطام بمعالم كحقيقة.