ومن بين المخرجين الذين سيعرضون أفلامهم نجد المخرج السينمائي فوزي بنسعيدي الذي يعد أحد الوجوه البارزة في المشهد السينمائي التي استطاعت تقديم سينما مختلفة تهجس بالثورة الفنية والتجريب الجمالي. لذلك فإنّ اختيار صاحب « موت للبيع » نابعٌ من قناعة فكرية تتمثّل في الإمكانات التخييلية التي تحبل بها سينما فوزي بنسعيدي والدور الذي تلعبه على مستوى البحث عن صورة مبتكرة في القبض عن حميمية الجسد داخل الواقع. ويحرص بنسعيدي في مجمل أعماله على تكثيف عنصر الصورة السينمائية وجعلها تنضح بنوع من المغامرة الجمالية في اختراق الواقع. فالصورة تأخذ في أفلامه بعداً مركّباً على مستوى النّظر إلى الواقع. كما يعتبر الفضاء بمثابة عنصر هام في سينما بنسعيدي، خاصة داخل فيلمه « الثلث الخالي » الذي يلعب فيه الفضاء دوراً محورياً في الكشف عن الحكاية وتفاصيلها.
تلعب هذه العروض دوراً كبيراً داخل الأندية السينمائية، لكونها تُعيد إحياء المشاهدة السينمائية بالهوامش وتحرص على جعل السينما تلعب دورها الكبير في التأثير على الواقع. إذْ على الرغم من المهرجانات السينمائية الكثيرة التي يحبل بها المغرب، ما تزال الفرجة السينمائية ضعيفة ببعض المدن التي لا تتوفّر على سينما، سيما حين يتعلّق الأمر ببعض التجارب الكبيرة التي تندرج أفلامها ضمن أفلام سينما المؤلف أو السينما الملتزمة بعيداً عن مختلف أنماط السينما التجارية.



