فيلم «الانعكاس المنكسر» يتوج بجائزة أفضل فيلم في نهائيات مشروع «مدرستنا»

الدار البيضاء تحتضن ختام مسابقة «سينما» بمشاركة 12 جهة تعليمية

في 27/05/2025 على الساعة 08:00

اختتمت، يوم الاثنين 26 ماي 2025، فعاليات المرحلة النهائية من مسابقة «سينما» ضمن مشروع «مدرستنا – الإعداديات الرائدة»، والتي احتضنها مركب سينما «باتي» بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، في أجواء طبعتها روح الإبداع والحماس.

وشهد هذا الحدث الوطني حضور تلاميذ يمثلون 12 جهة من مختلف أنحاء المملكة، جاؤوا لتقديم أفلام قصيرة من إنتاجهم، وذلك بعد انتزاعهم التأهل من بين أزيد من 250 مؤسسة إعدادية شاركت في المراحل الجهوية.

وجاءت هذه المبادرة كثمرة تعاون بين وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ومؤسسة علي زاوا، عبر برنامج «السينما في الفصل»، الذي يشكل أحد المكونات الأساسية لمشروع «مدرستنا».

وترأس لجنة التحكيم المخرج المغربي نبيل عيوش، وضمت أسماء وازنة في الساحة الفنية والنقدية المغربية، من بينها الفنانة سامية أقريو، المخرج إسماعيل فروخي، والنقاد سعيد مزواري وماجد ساداتي، إلى جانب ممثل وزارة التربية الوطنية الأستاذ مبارك مزين.

تناولت الأعمال السينمائية المتبارية مواضيع ذات راهنية وحمولة اجتماعية قوية، من قبيل التنمر المدرسي، الهجرة غير الشرعية، الفقر، والعنف في الوسط التعليمي. وأثنت لجنة التحكيم على النضج الإبداعي والوعي النقدي الذي أبان عنه التلاميذ، سواء على مستوى الكتابة السينمائية أو الإخراج.

وأسفرت المنافسات عن تتويج فيلم «الانعكاس المنكسر» من جهة الرباط بجائزة أفضل فيلم، فيما عادت جائزة أفضل إخراج لفيلم «أحلام مؤجلة» من جهة العيون الساقية الحمراء، ونالت جهة الداخلة وادي الذهب جائزة أفضل سيناريو عن فيلم «صراع». كما منحت لجنة التحكيم تنويها خاصا لفيلم «زائر متخفي» من جهة سوس ماسة، في حين توج الجمهور فيلم «النهضة» من الجهة الشرقية بجائزة الجمهور.

وعبر الفائزون بجائزة أفضل فيلم عن سعادتهم الغامرة بالفوز، مؤكدين أن المشاركة بحد ذاتها شكلت محطة تكوينية غنية، وأعربوا عن امتنانهم للأطر التربوية التي واكبتهم طيلة المشروع.

وقالت إحدى الفائزات بجائزة أفضل فيلم: « كنا نؤمن منذ البداية أن المشاركة فوز، لكن التتويج بجائزة أفضل فيلم هو تأكيد على أن التعب والجدية يصنعان الفرق ».

وفي تصريح خص به Le360، قال المخرج نبيل عيوش :«نحن اليوم في لقاء مع شباب مغربي متعطش للسينما والمعرفة. طوال السنة، رافقنا هؤلاء التلاميذ في مشروع تربوي-فني مشترك بين وزارة التربية الوطنية ومؤسسة علي زاوا، هدفه إحياء العلاقة بين الشباب والسينما، ليس فقط كمجال للمشاهدة، بل كوسيلة للتفكير والتحليل والتعبير النقدي. في عصر تسوده الفيديوهات القصيرة والمحتوى السريع عبر الشبكات الاجتماعية، بات من الضروري أن نمنح شبابنا فرصة لاكتشاف لغة الصورة من جديد، وأن نعيد لهم متعة مشاهدة فيلم طويل وفهم بنية السرد البصري».

وأضاف عيوش: «هذا البرنامج كشف لنا عن طاقات ومواهب حقيقية، تجاوزت مجرد الاستهلاك إلى الخلق والإبداع. لقد لاحظنا أن الشباب لا يريدون فقط مشاهدة الأفلام، بل إنتاجها أيضا، وهذا أمر واعد للغاية. ما شاهدناه اليوم يؤكد أن لكل مشارك هويته الخاصة، ورؤيته، وصوته، ويستحق أن يعرض عمله ويحتفى به. إنها تجربة نعتزم تكرارها، وها نحن نستعد بعد غد لنهائيات مسابقة الارتجال المسرحي في نفس السياق التربوي والثقافي».

من جهته، أكد الأستاذ مبارك مزين، المنسق الوطني لبرنامج الأنشطة الموازية بالوزارة، في تصريح لـLe360، أن هذا المشروع يتناغم تماما مع توجهات إصلاح المنظومة التعليمية، قائلا: «نحن لا نعتبر السينما مجرد نشاط مواز، بل نؤمن بأنها أداة تعليمية قوية تساهم في تنمية مهارات العرض والتفكير النقدي والتواصل لدى المتعلمين. خلال ساعتين أسبوعيا، يتلقى التلاميذ تأطيرا فنيا لمشاهدة أفلام ومناقشتها، قبل أن يخوضوا تجربة كتابة السيناريو والتصوير والإخراج، تحت إشراف أساتذة تلقوا بدورهم تكوينات احترافية».

وأشار مزين إلى أن المشروع انطلق سنة 2022 داخل 232 مؤسسة إعدادية، ومن المرتقب أن يشمل 780 مؤسسة في الموسم الدراسي المقبل، في أفق التعميم على كافة إعداديات المملكة.

ومن المرتقب أن تتواصل فعاليات مشروع «مدرستنا» يومي 27 و28 ماي بمسابقة الارتجال المسرحي، التي ستقام بالمركب الثقافي مولاي رشيد، في احتفالية أخرى من التعبير الفني الحر والابتكار التلاميذي.

تحرير من طرف غنية دجبار
في 27/05/2025 على الساعة 08:00