في اللقاء الذي سيقوم بتنسيقه وتأطيره أحمد توبة والحبيب الناصيري سيتعرّف الطلبة والباحثين على تجربة المخرج السينمائي كمال كمال، باعتبارها من التجارب السينمائية الرائدة والمغايرة في تفكيرها واشتغالاتها. فسينما كمال عبارة عن سينما مركّبة لا تركب على المويجات التي تطال المجتمع ولا ترهن نفسها بالأسلوب الترفيهي الذي يجعلها عبارة عن سينما تجارية، بقدر ما يهتمّ صاحب « السمفونية المغربية » بصوته « الخفي » أيْ بذلك النداء الجمالي القادم بقوّة من شغاف جسده.
وذلك لكونها سينما مشغولة بتحولات المجتمع، بحيث يرصد كمال كمال جملة من التغيرات التي طرأت على المجتمع. لكنْ وفي حماة القبض عن هذا « التحوّل » يُركّز كمال بقوّة على الفرد، بوصفه الطرف المعني بهذا التحوّل. هكذا تبدو أفلامه عبارة عن صُوَرٍ مفتوحة على قضايا تتصل بالفكر والإيديولوجيا والذاكرة والتاريخ.
يأتي هذا اللقاء وهو الخامس من نوعه الذي يُنظمه ماستر دراسات مسرحية في إطار برنامج فني مكثف وغني، يحاول إخراج الجامعة من جمودها وفتحها على محيطها السوسيو ثقافي. وهي نظرة ثقافية تعمل على إعطاء الشرعية للإنتاج الثقافي وتمنحه ديمومة متواصلة في خدمة الفرد داخل الجامعة.