وشهد حفل افتتاح المهرجان، المنظم من طرف مؤسسة المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، والذي تحل فيه السينما الكاميرونية ضيف شرف، حضور ممثلين عن السلطات المحلية لمدينة خريبكة، ودبلوماسيين أفارقة معتمدين بالرباط، إضافة إلى فعاليات سينمائية وثقافية من المغرب ومن بلدان عربية وإفريقية عدة.
وفي كلمة بالمناسبة، قال رئيس المؤسسة، الحبيب المالكي، إن هذا المهرجان يمثل “فرصة لصناع الأفلام الأفارقة للتواصل مع جماهير من مختلف البلدان، وإسماع أصواتهم وتقديم أعمالهم على المستوى الدولي”، مضيفا أن “السينما يمكن أن تكون وسيلة فعالة للتقريب بين الناس وتعزيز الحوار بينهم”.
وشدد على أن “الأفلام المقدمة خلال هذه الدورة من شأنها تحفيز الجمهور المغربي الشغوف بالسينما”، مشيرا إلى أن “أفلام الدورة الحالية تعكس التنوع اللغوي والثقافي والجغرافي لإفريقيا، وتعرف تنوعا بين الدراما والكوميديا والأفلام الوثائقية الاجتماعية”.
كما أعرب المالكي عن شكره “لكل من لم يدخر جهدا في الارتقاء بالمهرجان إلى أعلى المستويات في القارة”، في إشارة إلى أحد مؤسسيه، وهو الراحل نور الدين الصايل، معتبرا إياه “شخصية سينمائية إفريقية كبيرة كرست حياتها للرقي بالفن السابع في القارة”.
من جهته، أعرب رئيس المجلس البلدي لخريبكة، محمد الزكراني، عن سعادته بتنظيم الدورة الـ23 للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، معبرا عن شكره الجزيل لكل الفعاليات السينمائية الحاضرة في هذه التظاهرة الثقافية الإفريقية الكبرى.
وأضاف أن المهرجان يشكل، كذلك، مناسبة لتعزيز قيم الانفتاح والحوار بين الثقافات، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتجديد تشبث المملكة بجذورها الإفريقية.
من جهة أخرى، شهد حفل الافتتاح تكريم المخرج والمنتج السينمائي، دريسا توري، من بوركينا فاسو، وذلك “تقديرا لمسيرته الفنية الطويلة والرائعة ومساره الغني والمثير للإعجاب”.
ويتنافس على جوائز المسابقة الرسمية للفيلم الطويل 12 فيلما من 10 بلدان إفريقية، وهي “جلال الدين” لحسن بنجلون (المغرب)، و”واحة المياه المتجمدة” لرؤوف صباحي (المغرب)، و“سيدراك” لمخرجه نارسيسواندجي (الكاميرون) و”نبات المزارعين” للمخرج دونك جون ايستين (الكاميرون)، إضافة إلى أفلام “أنا الحظ” لمخرجه مارك هنري واجنيرك (الكونغو)، و“أطياف” لمخرجه مهدي هميلي (تونس)، و”أشواك الساحل” لمخرجه بوباكارديالو (بوركينا فاسو)، و”المواطن كوامي” لمخرجه يوهي أمولي (رواندا)، و”19 ب” لمخرجه أحمد عبد الله (مصر)، و“الحفرة” للمخرجة أنجيلا وانجيكوماي (كينيا)، و”مابوتو ناكوزاندرا” لاريادينليناوزامباولو (الموزمبيق)، وفيلم “الشجاعة الزائدة” للمخرجين بيلي توري ولوران شوفاليي (غينيا).
وتتوزع جوائز المسابقة الرسمية للفيلم الطويل على “الجائزة الكبرى”، التي تحمل اسم الكاتب والمخرج السنغالي (عثمان صامبين)، و”جائزة لجنة التحكيم”، التي تحمل اسم (نور الدين الصايل)، و”جائزة الإخراج” التي تحمل اسم المخرج البوركينابي (إدريسا ويدراوكو)، و”جائزة السيناريو”، التي تحمل اسم الكاتب والناقد السينمائي المصري (سمير فريد)، و”جائزة أحسن دور نسائي”، التي تحمل اسم الممثلة المغربية (أمينة رشيد)، وكذا “جائزة أحسن دور رجالي” التي تحمل اسم الممثل المغربي (محمد بسطاوي).
وتضم لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للفيلم الطويل، التي سيترأسها المخرج البوركينابي، ميدا ستانيلساس بيميل، كلا من فايزة هنداوي (مصر)، ونوفل براوي (المغرب)، وبيدرو سيماو كلوديو (أنغولا)، وديزيري بيغرو (كوت ديفوار).
ومن مستجدات دورة هذه السنة، تنظيم المسابقة الرسمية للفيلم القصير، التي تتضمن “الجائزة الكبرى” التي تحمل اسم المنتج التونسي (نجيب عياد)، و”جائزة لجنة التحكيم” التي تحمل اسم المخرج البينيني (بولان صومانوفييرا).
ويتنافس على الجائزتين 15 فيلما قصيرا من 13 بلدا. ويتعلق الأمر بـ“كوربيس” للمخرج مراد خلو (المغرب)، و“كيبو” لعبدو لاي صوي (السنغال)، و”كوريي فيد” لمخرجه فرانسكي توهونون (بينين)، و“سخونة” لبوريس أوي (كوت ديفوار)، و“رامي” لحمدي وهبة (مصر)، و”جوا كالي” لجواش أوماندي (كينيا)، و“أوجي” لجون لوك ميتانا (رواندا)، و”دا بروكن ماسك” لمخرجه كاغو إدهيدبور (نيجيريا)، ثم فيلم “زيوا” لصاموييل تيبانديك (أوغندا).
إضافة إلى أفلام “موليكا” للمخرج ليو نيلكي (جمهورية الكونغو الديمقراطية)، و“فابولا” لجيريد إلياس (تونس)، و”عزيزتي ورد” لمروة الشرقاوي (مصر)، و“إياترا” لروغابيشا كيني كسيم (رواندا)، و“تسوتسو” لأمارتي أرمار (غانا)، ثم فيلم “سوق” لكاسطون بونكونغو (بوركينا فاسو).
وتترأس لجنة تحكيم هذه المسابقة الممثلة المغربية سليمة بن مومن، إلى جانب كل من فادونوكوبو أولو سيتوندجي دميتري (بينين)، وبرزيبيل كاثرين سيلفي مونيك (فرنسا).
يذكر أن المهرجان الدولي للسينما الإفريقية، الذي ينظم بمدينة خريبكة منذ سنة 1977، ويعد من أقدم مهرجانات السينما في المغرب، يروم النهوض بالسينما والصناعة السينمائية الإفريقية، ومناقشة مواضيع تهم قطاع الفن السابع سواء بإفريقيا أو خارجها.
ويسعى هذا المهرجان، الذي يعتبر الثالث قاريا بعد مهرجاني فيسباكو (1969) وقرطاج (1966)، على مدى تاريخه الطويل، إلى ربط الجسور مع هذين المهرجانين وباقي المواعيد السينمائية الأخرى التي تعنى بالفن السابع الإفريقي.