لكن إلى جانب روايتها، صدرت لها النسخة العربية من كتاب المراسلات مع المفكر عبد الكبير الخطيبي. فبعد الفرنسية والإيطالية، تم نقل الكتاب إلى اللغة العربية على يد المترجم محمد معطسيم. ولا شك أنّ هذا الكتاب سيحظى بأهمية بالغة لكونه يُبلور إحدى أبرز أساليب فعل الكتابة في تقاليدها القديمة المبنية على الرسالة. بوصفها كتابة ذاتية ترجّ صرامة العقل وتُعطي إمكانات مُذهلة للذات في طرح بعض من القضايا والإشكالات التي يصعب اقتراحها داخل نمط الكتابة العادي. فالرسائل وبسبب أسلوبها الذاتي تفتح القارئ على مكبوث الكاتب وتكشف عن يوميات حياته الشخصية والفكرية وطريقته في القراءة والكتابة والتفكير.
كما تروم رسائل الخياط والخطيبي إلى بلورة مفهوم جديد للصداقة، قائم على تبادل المعرفة والحدس بطبيعة الارهاصات التحديثية التي بدأت تُخيّم على المغرب المعاصر من خلال جملة من قضايا وإشكالات ذات علاقة بالمرأة وحقوقها وأوضاعها وتاريخها وذاكرتها. وتسعى غيثة الخياط من خلال روايتها الجديد إعطاء نفسٍ جديد للرواية من لخلا وضعها على حافة الجرح، فهي لا تلجأ إلى الإيروتيكية رغبة منها في خلخلة تابوهات المجتمع المغربي، بل للتعامل مع الموضوع كقضية أو امتداد حقيقي لأحلامنا وأحاسيسنا، فهي تعتبرها مجرّد امتداد طبيعي للجسد في طابعه التلقائي المُلتحم بالآخر ووجدانه.