تعد زيطان من الوجوه المسرحية الهامّة التي تشتغل بطريقة فكرية في معاينة تحوّلات الواقع. ذلك إن أغلب أعمالها المسرحية تتمتّع بقدرةٍ كبيرة على تأمّل الواقع ورصد مظاهره وقضاياه وإشكالاته، بما يجعل النصّ المسرحي يصبح امتداداً لهذا الواقع. لذلك فإن الجدل الذي يرافق دائماً نصوص زيطان نابعٌ بالأساس من قدرتها في الدفاع عن بعض الأفكار والمواقف التي ترى أنها تستحق أنْ تبقى ويعمل بها المجتمع من أجل الخروج من براثن الجهل والتقليد. على هذا الأساس، تأتي أعمالها المسرحية بطريقة تنتقد المجتمع والأفكار والسلوكات وتحاول عبر هذه الأفكار أنْ تؤسس لفرجة مسرحية خالية من الخطاب التقريري الألوف في مجال التعبير الفكري، صوب مشاهد فنية تحبل بشرعية الموسيقى وجماليات الأداء المسرحي.
يأتي عرض المسرحية في سياق مجموعة من التحولات التي بات يعرفها المسرح المغربي، بعدما برزت العديد من الوجوه الفنية الواعدة التي تراهن في نصوصها على خلق نوع من التجريب الجمالي الذي يقود النصّ إلى الانفتاح على مناطق يباب ولا مفكّر فيها داخل الواقع. لذلك جاءت مجموعة من الأعمال المسرحية الجديدة بصيغة ترافعية لا تقف عن محاكاة الواقع اليومي، بقدر ما تنتقده وتعرّيه وتُدينه وتبحث لنفسها عن مكانة مركزية بها تعيد تأسيس واقع جديد.
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا