ويأتي تقديم هذا الكتاب الجماعي الذي ساهم في العديد من الباحثين المهتمّين بالشأن المسرحي، ضمن أنشطة الفضاء الثقافي والفني رياض السلطان من خلال موسمه الثقافي الثالث، وعياً منه بأهمية مثل هذه اللقاءات الفنية التي تُساهم في رفع منسوب الوعي تجاه المسرح المغربي. خاصّة وأنّ التحوّلات التي بات يعرفها هذا الجنس التعبيري في الآونة الأخيرة، تفرض طريقة في النّظر حول الأعمال المسرحية لفهمها وتأمّلها سيرورتها داخل المجال الثقافي. أما الكتاب الذي أشرف عليه الفنان المسرحي حسن النفالي والمخرج عبد الجبّار خمران، فيُسلّط الضوء على شكل دراسات كثيرة كتبها مجموعة من الباحثين، سيما وأن الساحة الثقافية الغربية تفتقر إلى مثل هذه المؤلّفات الجماعية حول مخرجين وممثلين وغيرهم من العاملين في المجال المسرحي. إذْ تزيد هذه المؤلفات الجماعية حول المسرح من تكريس هذا اللون الفني، بعد الحصار المنيع الذي ظلّ يُعاني منه منذ أواخر التسعينيات، رغم الجدل الفكري الهام الذي بات يحظى به المسرح المغربي في السنوات الأخيرة داخل المغرب.
أما قيمة الكتاب من الناحية المعرفية، فإنّها تأتي من كونها قامت بالدرس والفحص والنقد والتحليل لأحد أهرام المسرح المغربي، يتعلّق الأمر بالممثلة ثريا جبران التي تُعتبر من الوجوه الهامّة في تاريخ الفن المغربي، إذْ سواء تعلّق الأمر بالمسرح أو السينما أو التلفزيون، كان يعثر المرء على مجموعة من أعمال جبران. لكنْ على الرغم من المشاركات الكثيرة في مجال التلفزيون والسينما، إلاّ أنّ سيرتها ظلّت مُنطبعة بالمسرح، بحكم الإسهامات الكبيرة التي قدّمتها ثريا جبران في عدد من الأعمال المسرحية الناجحة.