بالصور والفيديو: أجواء الاحتفال بموسم مولاي إدريس الثاني.. طقوس روحية تعيد الحياة للمدينة العتيقة بفاس‎

موسم مولاي إدريس الثاني بفاس

في 11/10/2025 على الساعة 12:00

فيديوشهدت ساحة باب بوجلود بمدينة فاس العتيقة، مساء الخميس 9 أكتوبر 2025، انطلاق فعاليات الموسم السنوي لمولاي إدريس الأزهر، من خلال موكب لتقديم الكسوة التي تُسدل على ضريحه الشريف، في تقليد متوارث يجمع مختلف الطوائف الصوفية والزوايا الفاسية، حيث يشارك المريدون من مختلف المدن المغربية في طقس روحاني يعكس عمق الارتباط الديني والتاريخي لساكنة فاس بمؤسسها الإدريسي.

وانطلق الموكب الرسمي من ساحة باب بوجلود باتجاه الزاوية الإدريسية، بمشاركة الطوائف العيساوية والكناوية والحمدوشية والدرقاوية، التي صدحت بأمداحها وأناشيدها التقليدية على امتداد الأزقة التاريخية للمدينة، وسط حضور كثيف من الساكنة والزوار، الذين حرصوا على متابعة الاحتفالات حتى نهايتها، في مشهد يبرز الاستمرارية التاريخية لأحد أقدم المواسم الدينية بالمغرب.

وفي هذا السياق، أكد محمد هشام المستقيم، ممثل إحدى جمعيات المجتمع المدني بفاس أن احتفال ساكنة المدينة بمولاي إدريس الأزهر يعكس اعتزازهم العميق وارتباطهم الروحي بتاريخهم، مشيرا إلى أن هذا الوفاء له بعدان رئيسيان: الأول ديني، كونه سبط رسول الله ﷺ، والثاني تاريخي وثقافي، باعتباره المؤسس الذي أسس مدينة فاس عام 808 ميلادية (192 هجرية) وجعلها مركزا للعلم والفقه وحاضرةً روحية ظلت مرجعًا للهوية الدينية والثقافية للمملكة.

وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لـle360، أن هذا الموسم السنوي يمثل فرصة لإعادة التأمل في الدور التاريخي لمولاي إدريس الأزهر وإشعاع فاس العلمي والثقافي، وكيف تحولت على مر العصور إلى منارة للعلماء والفقهاء والصوفية، ما ساهم في تعزيز مكانة المدينة كرمز للهوية المغربية ومركز للإشعاع الحضاري على المستويين الوطني والإسلامي.

من جانبه، استعرض عبد الفتاح بنيس، بعض الاستعدادات للموسم، مشيرًا إلى أن العمل على خياطة الكسوة يبدأ قبل شهر من الاحتفال، ويشمل تنظيف الضريح وتجهيز الطقوس المصاحبة، حيث يشارك الطوائف من كل حدب وصوب، في الموكب لتلقي البركة وسط أجواء روحانية، فيما تُختتم الليلة الأخيرة، المعروفة بـ«ليلة الصقليين»، بتجمع الشرفاء والمريدين لقراءة القرآن وختم دلائل الخيرات من صلاة الصبح حتى العشاء، في تقليد متوارث يعكس عمق الانتماء الروحي لمولاي إدريس.

وعلى امتداد الأزقة التاريخية، تحولت المدينة العتيقة بفاس إلى محج للزوار والسياح على حد سواء، حيث امتلأت الأسواق والمرافق المحيطة بالموكب والفعاليات المصاحبة، ما أضفى على فاس العتيقة حيوية استثنائية، وساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية والثقافية خلال أيام الموسم.

تحرير من طرف يسرى جوال
في 11/10/2025 على الساعة 12:00