يرى صاحب كتاب « نجمة نائية » بأنّ هذه الجماعة التي تكوّنت من فنانين مثل فريد بلكاهية ومحمّد المليحي ومحمّد شبعة، استطاعت إلى حد كبير أنْ تُجدّد الحركة التشكيلية وتجعلها مفتوحة على مختلف تحوّلات الساحة الفنية. واعتبر النيسابوري هذه الجماعة بمثابة حدث استثنائي في تاريخ التشكيل المغربي. إذْ سيتم التخلّي نهائياً عن الكثير من الرواسب الثقافية التي خلّفها الاستعمار الفرنسي، بما جعل أغلب المعارض التي أقيمت بعد منتصف الستينيات بمثابة ثورة فنية رائدة قلبت المفاهيم الجمالية الغربية وكرّست العديد من المفاهيم الجمالية المُستمدّة من الثقافة العربيّة الإسلامية ومداراتها.
واعتبر النيسابوري أنّ المعرض الذي أقامته الجماعة في مدينة مراكش، يُشكّل حلقة أساسية في تاريخ التشكيل المغربي، لأنّه معرضٌ أتاح لهم فرصة الخروج من الغاليريهات وجميع الأمكنة المُغلقة التي عادة ما تُعرض داخلها الأعمال الفنّية، صوب فضاءٍ مفتوح أكثر وعياً بتحوّلات الفن المعاصر في علاقته بالحراك السياسي والتحوّل الاجتماعي الذي كان يرزح تحته المغرب آنذاك.
واعتبر مصطفى النيسابوري الذي يُعدّ واحداً من الشعراء الذين رافقوا الحركة التشكيلية منذ تبرعمها، بأنّ مجلة « أنفاس » رفعت من منسوب الوعي تجاه الثقافة البصريّة. فمُنذ بداية تأسيس المجلة كان الرهان يتمثّل في ضرورة خلق توازي بين عمل الشعراء والكتاب والباحثين مع فنانين تشكيليين. ففي المجلة كان هناك العديد من الفنانين التشكيليين الذين يعملون على صياغتها وإعداد أفق بصريّ جديد لها داخل الثقافة المغربية في ذلك الإبان. وقد استفادت الحركة من هذا الوعي تجاه الثقافة البصريّة، لأنّها جعلت أعمال هؤلاء الفنانين التشكيليين تحظى بقيمة أكبر داخل المجتمع، بل إنّها دفعت المجال التشكيلي أنْ يغدو من المجالات المتداولة داخل الثقافة المغربية.